بالعدم على ما يجيء بيانه.
طريق آخر : وهو أعم من الأولين (١) ، وذلك أن يقال : كل ما سوى الواجب ممكن ، وكل ممكن محدث ، فكل ما سوى الواجب محدث سواء كان جسما أو جوهرا أو عرضا أو غير ذلك.
أما المقدمة الأولى فظاهرة. وأما المقدمة الثانية فلأنّ الممكن محتاج (٢) في وجوده إلى موجد ، والممكن (٣) لا يمكن أن يوجد حال وجوده فإنّ إيجاد الموجود وتحصيل الحاصل محال فليزم (٤) منه أن يوجده (٥) حال لا وجود (٦) له ، فيكون وجوده مسبوقا بلا وجوده ، وذلك حدوثه. وإذا ثبت كون ما سوى الواجب محدثا ، وكان احتياج كل محدث إلى محدث يوجده ضروريا ، يثبت (٧) أن لجميع العالم من الأجسام والأعراض ، وما سواهما من الممكنات محدث (٨) وهو المطلوب ..
فهذه طرق المتكلمين في إثبات الصانع (٩).
__________________
(١) لأنّ الأولين يدلان على ثبوت الصانع وهذا البرهان يدل على ثبوته ووجوبه.
(٢) في م يحتاج.
(٣) والموجد.
(٤) د. ويلزم.
(٥) في م يوجد.
(٦) في د وجوده.
(٧) في د. ثبت.
(٨) في د. محدثا.
(٩) راجع محصل ٢١٣.
لمع ص ٨٦. الاقتصاد ص ١٩. تلخيص ص ٢٤٣.