تكون (١) من حيث التغير معلومة له لوجوب تغير العلم بتغير المعلوم ، وامتناع تغير علمه تعالى ، وسيجيء القول في هذا البحث.
وأيضا عند بعض المعتزلة (٢) أنه تعالى لا يقدر على القبائح لامتناع وقوعها عن العالم [بها] الغني عنها.
منها أنه تعالى حي (٣) لامتناع كون من يمكن أن يوصف بأنه قادر عالم غير حي ، ويفسرون الحياة بما من شأنه أن يوصف الموصوف به بالقدرة والعلم.
ومنها أنه تعالى مريد (٤) ، وذلك لأن صدور (٥) بعض
__________________
ـ عالم بكل معلوم ولكنهم اختلفوا في تفصيل ذلك فقال أبو هاشم وجماعة من المعتزلة بأنه العلم بأن الشيء سيكون. وذهب آخرون إلى أنه لا يعلم الموجود الزماني إلّا عند وجوده ، وجوزوا التغير في علمه تعالى ونسبه الأشعري إلى الشيعة في المقالات ج ٢ ص ١٦٠ ـ ١٦٣. وذهب المحققون إلى أن العلم من الصفات الحقيقية التي يلزمها الإضافة مقالات ج ٢ ص ١٦٣ وراجع محصّل ص ٢٥٤.
(١) في (د) و (م) يكون.
(٢) هو النظام وأصحابه وعلى الأسواري والجاحظ مقالات ج ٢ ص ٢٠٩ خلافا لبعض المتكلمين في مقدوره تعالى.
قال الجويني أنه قادر على جميع المقدورات لمع ص ٩٤. الاقتصاد ص ٥٤. الفرق ص ٣٣٤. محصّل ص ٢٥٧.
(٣) اختلف المتكلمون في هذه الصفة ، فإنّ الأشاعرة يثبتوها ليتمكنوا من اجراء وصف القدرة والعلم وإلّا استحال ، ووافقهم المصنف ، أمّا أبو الحسين البصري فقال انّ ذاته تعالى بنفسها تستلزم انتفاء الاستحالة ، لأن ذاته مخالفة لغيره من الذوات فتتميز باتصافها بهذه الصفة لذاتها ، راجع محصّل ص ٢٤٢. المختصر ص ٢١١. الملل والنحل ج ١ ص ٩٤. لمع الأدلة ص ٩٤ و ٩٧. كشف الفوائد ص ٤٦.
(٤) اختلف المتكلمون أيضا في تفسيرها بعد الاتفاق عليها ، فذهب أبو الحسين البصري وجماعة. من المتكلمين إلى أنه عبارة عن الداعي ، وذهب آخرون إلى أمر زائد ، فعند