غيره بغير هذا المعنى المشترك فيه. والمجتمع من هذا المعنى وغيره لا يكون واجبا لذاته مطلقا ، فيلزم من ذلك أن يكون كل واحد من المتصفين به غير متصف به وذلك محال. وهذه الحجة غير محتاجة إلى اعتبار شيء خارج عن (١) مفهوم الواجب لذاته.
والصفات عندهم (٢) ليست بزائدة على ذات واجب الوجود (٣) لذاته بهذه الحجة بعينها ، بل حقيقته. هو الوجود وحده ، لا الوجود المشترك بينه وبين غيره ، وقدرته وعلمه وإرادته ليس غير اعتبار ذلك الوجود بالنسبة إلى مقدوراته ومعلوماته ومراداته.
فقدرته (٤) هي عين صدور الكل عنه ، وعلمه هو حصول الكل له ، وإرادته [عين] (٥) عنايته بالكل ، فقط من غير أن يتوهم تكثر (٦) في ذاته أصلا.
وبعض مشايخ المعتزلة (٧) يقيمون الحجة بعد إثبات هذه الصفات على [أنّه] (٨) تعالى موجود ، وذلك لأنّ المعدومات عندهم ثابتة ، ولا يستحيل اتصاف ذواتها بصفات لا يعتبر فيها الوجود.
__________________
(١) في (م) من.
(٢) الفلاسفة ووافقهم المعتزلة والشيعة الإمامية تلخيص ص ٣٢٢ ، ٣٢٣ ، قواعد المرام ص ١٠٠.
(٣) في (د) الواجب.
(٤) في (م) وقدرته.
(٥) في (م) ارادته وعلمه.
(٦) في (م) تكثرا.
(٧) كشف ص ٥٣.
(٨) في (د) على الله تعالى.