وكان لهم في سياق الإمامة اختلافات كثيرة لا فائدة في ايرادها ، وجمهورهم الباقون إلى هذا الزمان على هذا المذهب الذي ذكرناه.
وأمّا الكيسانية (١) فقالوا بإمامة علي (عليهالسلام) وبعده الحسن ثم الحسين عليهالسلام (٢) ثم محمد بن الحنفية ، وقالوا أنّه الإمام المنتظر ، أعني المهدي الذي يملأ الدنيا عدلا ، وهو الآن مستتر في جبل رضوى بقرب المدينة ، وبعضهم قدموه على الحسن والحسين عليهماالسلام ، وبعضهم ساقوا الإمامة (٣) إلى ابنه أبي هاشم ثم إلى غيره ، ولهم فرق متعددة ، وقد انقطعت الكيسانية ولم يبق منهم أحد.
وأمّا الزيدية (٤) فقالوا بإمامة علي والحسن والحسين وأثبتوها بالنص الجلي ، وأثبتوا باقي الأئمة (٥) بالنص الخفي ، وذلك أن شرائط الإمامة عندهم كون الإمام عالما بشريعة الإسلام ، ليهدي الناس إليها ولا يضلهم ، وزاهدا لكيلا يطمع في أموال (٦) المسلمين ، وشجاعا لئلا يهرب (٧) في الجهاد مع المخالفين
__________________
(١) فرق الشيعة ص ٢٣. الملل والنحل ج ١ ص ١٤٧.
(٢) ناقصة في (د).
(٣) في (م) الإمام.
(٤) في فرق الشيعة ص ٢١ أنّ الزيدية فرقتان تنتحلان أمر زيد بن علي بن الحسين وأمر زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وراجع الملل والنحل ص ١٥٤. مقالات ج ١ ص ١٢٩. المنية والأمل ص ٨٩.
(٥) في (د) أئمتهم.
(٦) في (د) بيوت.
(٧) في (م) يفر.