ومعاديا له عند وجود المعصية منه. وخرج بشر عن القولين ، فزعم انه يواليه في الحال الثالثة من وجود طاعته ، ويعاديه في الثاني من حال وجود كفره.
وقال : لو جاز ان يوالي او يعادي العبد في حال وجود ايمانه او كفره لجاز ان يثيبه او يعاقبه في حال وجود ايمانه او كفره. وقد قال اصحابنا ان ذلك جائز عندنا ، وانما يتوجه الزامه على من اوجب من المعتزلة / تأخير الثواب والعقاب عن العمل.
والفضيحة الثانية من فضائح بشر افراطه في التولد في قوله ان الانسان يصح ان يخلق لونا وطعما ورائحة وسمعا ورؤية بالتولد اذا فعل اسباب هذه المعاني. وكذلك قوله في الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة. واكفره اكثر المعتزلة بذلك.
والفضيحة الثالثة له قوله بان الله تعالى يغفر للعاصي ذنبه ، ثم يعود فيما غفر له فيعذبه عليه اذا عاد الى معصيته. فسئل على هذا عن كافر تاب عن كفره ثم شرب الخمر بعد اسلامه من غير استحلال وعافصه الموت قبل توبته من الخمر. فزعم ان الله تعالى يعذبه في القيمة (القيامة) على الكفر الذي قد تاب منه. فقيل له : يجب على هذا ان يكون عذاب العاصي من اهل ملة الاسلام مثل عذاب الكافر. فالتزم ذلك.
والفضيحة الرابعة انه / قال ان الله قادر على ان يعذب الطفل ظالما في تعذيبه اياه ، ولو فعل ذلك لكان الطفل بالغا عاصيا مستحقا للعقاب. وهذا في التقدير كأنه يقول انه قادر على ان يظلم ويكذب ، ولو ظلم وكذب لكان عادلا صادقا ، فينتقض بآخر كلامه اوله.
والفضيحة الخامسة له في الدقائق ، قوله بان الحركة تحل في المتحرك وليس هو في المكان الاول ، ولا في الثاني ، ولكن الجسم يتحرك بها من الاول الى الثاني. وهذا خلاف قول الجميع ، لان منهم من قال ان الحركة توجد والجسم في المكان الاول ، وبها ينتقل عنه الى الثاني. وهذا قول النظام وابن بشر. ومنهم من قال انها توجد فيه وهو في المكان الثاني ، وهذا قول ابي الهذيل والجبائي وابنه وشيخنا ابي الحسن الاشعري / رحمهالله. ومنهم من قال : الحركة كونان (١) يختلفان في
__________________
(١) جاء في المخطوط : لونان.