التي تجتلب بها المحتالون الودائع ، وسجن (١) كتابه المعروف «بالفتيا» بالطعن على اعلام الصحابة في فتاويهم. وقد جرى المثل بان من كان في اصله لئيما وفي دينه ذميما ، لم يزل لنفسه عارا بهيما الا بحلة ، واستباح به حريما ، ومن لم يأخذه في تحلية الغيرة وفي بدعته غيرة (٢).
واقصى (٣) كتبه اثرا كتاباه المعروفان «بطبائع الحيوان» معا في كتاب الحيوان لارسطاطاليس ، / وضم إليهما (٤) ابياتا من الشعر ، وطوله بمناظرة في المفاخرة بين الديك والكلب. والمناظرة في ذلك تضييع للوقت بالمقت (٥). ثم انه لحن في هذين الكتابين لحنا لا يخفى على الصبيان. فقال : تستحب الجارية ان تكون لحانة ، والسر فيه قول مالك بن اسما ، ويلحن احيانا ، وخير الحديث ما كان لحنا. فظن انه اراد اللحن الذي هو في الخطابة ، وانما اراد الشاعر لحن القول من قول الله تعالى : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) (٤٧ / ٣٠). ـ وقد افتخر الكعبي في «مقالاته» بالجاحظ ، وزعم انه كناني. ولو كان كنانيا من ولد كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس ابن مضر بن اياد بن معد بن عدنان ، لما تعصب للقحطانية على العدنانية (٦).
وكتاب آخر في «فضل الموالي على العرب». وسجن هذين الكتابين بما قيل في هجو العدنانية / وسائر العرب ، فصار مثله في ذلك كمثل بن بسام في هجائه ابيه ، حتى قال فيه الحطيئة (٧) :
من كان يهجو اباه |
|
فشعره قد كفاه |
لو انه من ابيه |
|
ما كان يهجو اباه |
__________________
(١) سجن بمعنى اخفى.
(٢) هذا المثل : «من كان في اصله لئيما ... غيره» غير وارد في كتاب الفرق.
(٣) في المخطوط : واقصى.
(٤) في المخطوط : إليها.
(٥) في كتاب الفرق ط. بدر ص ١٦٢ ، ط. الكوثري ص ١٠٧ ، وط. عبد الحميد ص ١٧٧ : «بالغث».
(٦) الكلام من «ثم انه لحن في هذين الكتابين ... العدنانية» غير وارد في كتاب الفرق.
(٧) في المخطوط ححطه ، وهذا مبهم. ابن بسّام هو علي بن محمد بن ناصر بن منصور ابن بسّام الكاتب ، توفي سنة ٣٠٢ ه.