انه انفذ جيشا في غزو البحر فانفذ (١) ، ففضل من انفذه في غزو البر (٢). وانه اشترى ابنة عثمان بغيهم ، / وردها على عبد الملك بن مروان (٣). ـ وانه غدر بالجهالات (٤). وقالوا له : اخرج الى المسجد وتب من هذه الاحداث ، ففعل ذلك (٥). ـ ثم ان قوما منهم ندموا على استتابته ، فقالوا له : قد اخطأنا في استتابتك لانك امام ، وقد تبنا من استتابتك ، فتب من توبتك ، واستتب الذين استتابوك والا قاتلناك. فخرج الى قومه وتاب من توبته. فاكفرته طائفة منهم ،
__________________
(١) جاء في «الفرق» : «انه بعث جيشا في غزو البر ، وجيشا في غزو البحر» ـ اما الكلام هنا فناقص ، تتمته تكون : انه انفذ جيشا في غزو البحر وأنفذ جيشا في غزو البر.
(٢) تتمة الكلام في «الفرق» : «ففضّل من انفذه في غزو البر (على الذين بعثهم في البحر في الرزق والعطاء). انظر مثلا طبعة الكوثري ص ٥٢ ـ ٥٣ وطبعة حتّى ص ٧٨ ، ط. بدر ص ٦٧ ، ط. عبد الحميد ص ٨٨.
(٣) توضيح الكلام حسب ما جاء في «الفرق» هكذا : «انه بعث جيشا فأغاروا على مدينة الرسول (ص) واصابوا منها جارية من بنات عثمان بن عفان ؛ فكتب إليه عبد الملك في شأنها ، فاشتراها من الذي كانت في يديه وردها الى عبد الملك بن مروان. فقالوا له : انك رددت جارية لنا على عدونا» (انظر طبعة الكوثري ص ٥٢ وطبعة حتّى ص ٧٨ ، ط. بدر ، ص ٦٧ ، ط عبد الحميد ص ٨٨).
(٤) غدر ـ الأصح عذر. الكلام هنا موجز. ورد تفصيله في (الفرق ط. الكوثري ص ٥٢ ، ط. بدر ص ٦٧ ، ط. عبد الحميد ص ٨٨) هكذا : «انه عذر أهل الخطأ في الاجتهاد بالجهالات. وكان السبب في ذلك انه بعث ابنه المضرج مع جند من عسكره الى القطيف ، فاغاروا عليها وسبوا منها النساء والذرية ، وقوّموا النساء على أنفسهم ، ونكحوهنّ قبل اخراج الخمس من الغنيمة وقالوا : ان دخلت النساء في قسمنا فهو مرادنا ، وان زادت قيمهن على نصيبنا من الغنيمة غرمنا الزيادة من اموالنا. فلما رجعوا الى نجدة سألوه عما فعلوا من وطء النساء ومن اكل طعام الغنيمة قبل اخراج الخمس منها وقبل قسمة أربعة اخماسها بين القائمين. فقال لهم : لم يكن لكم ذلك. فقالوا : لم نعلم ان ذلك لا يحل لنا. فعذرهم بالجهالة».
(٥) الكلام موجز جدا هنا ومبهم إذ انه لم يأت ذكر لهذه الاحداث التي طلبوا منه ان يتوب عنها. اما تفصيل هذه الأحداث فورد في الفرق. فجاء : «ومن ضلالاته أيضا انه اسقط حد الخمر ، ومنها أيضا انه قال : من نظر نظرة صغيرة ، او كذب كذبة صغيرة واصر عليها فهو مشرك. ومن زنى وسرق ، وشرب الخمر غير مصر عليه فهو مسلم ، اذا كان من موافقيه على دينه. فلما أحدث هذه الأحداث وعذر اتباعه بالجهالات استتابه اكثر اتباعه من احداثه ، وقالوا له : اخرج الى المسجد ...» (ط. بدر ص ٦٨ ، ط. الكوثري ص ٥٣ ، ط. عبد الرحمن ٨٩).