ابيهما. واما لثغته في الراء فمن مثالبه ، لانها تمنع من كونه مؤذنا وإماما للقارئين لعجزه لقوله : اشهد ان محمدا رسول الله ، وان يقول : الله اكبر. وكان لا يصح منه قراءة آية فيها الراء.
وكفى المعتزلة خزيا ان يكون زعيمها من لا يصح صلاتهم خلفه.
واما خطبته التي لا راء فيها فعساه كان في تحبيرها اياما. / ولصاحب هذا الكتاب خطب كثيرة ، منها ما ليس فيه حرف الألف ، ومنها ما ليس فيه حرف الواو ، وهذا اصعب من اسقاط الراء عن الخطبة. فان قالوا ان بشار بن برد الشاعر ، مدح واصلا في تلك الخطبة فقال فيه : أبا حذيفة ، قد اتيت معجزة من خطبة بدهت من غير تكرير. ـ قيل لهم : هذا أيضا من موضوعاتكم على لسان بشار. والمعروف من شعر بشار هجاؤه واصلا بالقصيدة التي يقول فيها :
ما لي اشايع غزالا له عنق |
|
كنقنق الدّوّ ، ان ولى وان مثلا |
عنق الزرافة ، ما لي وبالكم |
|
تكفرون رجالا ، كفّروا رجلا(١) |
وقد ذكر زعماء المعتزلة في كتبهم ان بشارا كان على دين الكاملية من الروافض ، وانه كان يرى تفصيل النار على الارض وأعاروه (٢) بذلك. وزعموا ان واصلا كان يهدد بشارا بالقتل. افتراه كان يمدح عدوه من يراه كافرا في دينه؟ واذا افتخرت المعتزلة بواصل / سلمناه إليهم ، وتمثلنا بقول الشاعر :
هل مشتر والسعيد بايعه؟ |
|
هل بايع والسعيد من وهبا (٣)؟ |
قال الاستاذ صاحب الكتاب (٤) : وقد قلنا في واصل من كيسنا :
__________________
(١) ورد البيت الأول فقط في المخطوط ، اما البيت الثاني فاضفناه من كتاب «الفرق».
(٢) في المخطوط : والعروة.
(٣) كل ما جاء هنا في هذه الصفحة غير مذكور في كتاب «الفرق».
(٤) صاحب الكتاب هو عبد القاهر البغدادي اذ ان في كتاب «الفرق» يذكر البغدادي : «ومقالة واصل في الجملة كما قلنا في بعض اشعارنا :
مقالة ما وصلت بواصل |
|
بل قطع الله به اوصالها |
ويضيف : «وسنذكر تمام ابيات هذه القصيدة بعد هذا ان شاء الله عزوجل» ولكنه لم يذكر باقي القصيدة في كتاب «الفرق» وكأن البغدادي اكتفى بان القصيدة مذكورة في كتاب «الملل والنحل» (انظر «الفرق» ط. بدر ص ١٠٠ ، الكوثري ص ٧٢ ، عبد الحميد ص ١٢٠). وقد اوضحنا ذلك في مقدمة الكتاب.