والأمطار ، والكنوز التي تحت الأرض وفوقها ، وبالتالي كل ما تملك من قوة ، سخّرت لراحة الإنسان وسعادته ، وإننا نلاحظ هذا الارتباط والتعاون في كل مظهر من مظاهر الطبيعة ، وفي كل ما يجاورنا من قريب أو بعيد ، وحتى في البيت الذي نعيش فيه.
ومثل هذا الاتصال والارتباط قائم في جميع أجزاء الأجهزة الداخلية لكل مظهر من مظاهر هذا العالم ، فالطبيعة لمّا منحت الإنسان الخبز مثلا ، منحته الرجلين للسعي إليه ، واليدين لتناوله ، والفم لأكله ، والأسنان لمضغه ، وربطته بسلسلة من الوسائل المرتبطة بعضها بالبعض الآخر كالسلاسل ، والتي ترتبط بالهدف الغائي وهو البقاء والكمال لهذا المخلوق.
ولم يشك أحد من علماء العالم أن الارتباطات اللامتناهية ، والتي توصلوا إليها اثر الدراسات العلمية لآلاف السنين ، ما هي إلا طليعة وبداية مختصرة لأسرار الخلقة ، وكل كشف جديد ، بمثابة إنذار للبشرية عن مجهولات لا حصر لها.
وهل يمكن القول بأن هذا الكون الرحب ، مع استقلال أجزائه ، يمتاز بوحدة واتصال ومع ما فيه من اتقان مدهش ، لا يدلّ على علم وقدرة غير متناهية. وهل يمكن القول بأنه وجد دون خالق ، ولم يكن هناك سبب أو هدف من إيجاده؟
وهل يمكن التصديق بأن كل هذه الأنظمة سواء الجزئية منها أو الكلية ، وكذا النظام العام القائم في الكون ، مع ما يتصف به من ارتباط محكم غير متناه.
والذي يسير وفق نظام دقيق خاص ، لا يقبل التغيير