وهناك من يعتقد بالله سبحانه وحده ، ويرى بأن حياة الإنسان خالدة ، وهو مسئول عن أعماله خيرها وشرها ، ويقرّ بيوم الجزاء (القيامة) كاليهود والنصارى والمسلمين ، فهم يسلكون طريقا في حياتهم ، مراعين فيه هذا الأصل الاعتقادي ، كي يحصلوا على سعادة الدارين ، الدنيا والآخرة.
إن مجموع هذه المعتقدات والأسس (الاعتقاد بحقيقة الإنسان والكون) وما يلازمها من أحكام ، وأنظمة متناسقة ، والتي تدخل في نطاق عملهم في الحياة تسمى ب «المذهب» مثل مذهب التسنن والتشيع في الإسلام ، أو مذهب الملكاني والنسطوري في المسيحية.
وبناء على ما تقدم ، يستحيل على الإنسان ـ وإن كان منكرا لوجود الله تعالى ـ أن يكون في غنى عن الدين (دستور الحياة الذي بني على أصل اعتقادي). فالدين إذن طريقة الحياة التي لا تنفك عنها.
والقرآن الكريم ، يشير إلى أن الإنسان لا بدّ أن ينتهج الدين طريقا له ومسلكا ، وهذا الطريق قد جعله الله تعالى لكافة البشر ، وبانتهاجه يصل إلى الله جلّ وعلا.
ولكن الأمر يختلف بالنسبة إلى الأفراد ، فأما الذين سلكوا الدين الحقّ وهو الإسلام ، فقد سلكوا طريق الصواب ، وأما الذين مالوا عن هذا الطريق ، فقد ضلوا ضلالا مبينا (١).
__________________
(١) (أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً) الآية ٤٤ ، سورة الأعراف.