سبحانه. (١)
هذا ما أفاده صدر المتألّهين من التمثيل عند تبيين حقيقة النظرية ، وفي بعض الأحاديث إشارة إليه روى الكليني في «الكافي» ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام : «إنّ الله جلّ جلاله قال : «وما يتقرب إليّ عبد من عبادي بشيء أحب إليّ ممّا افترضت عليه ، وانّه ليتقرب إليّ بالنافلة ، حتى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده التي يبطش بها ، إن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته» (١).
إلى هنا تم تبيين التمثيل المبيّن لحقيقة النظرية ، فسواء أكان المختار هو البيان الأوّل المشهور بين الإمامية ، أم كان ما ذكره صدر المتألّهين ، فالتحقيق هو أنّ الفعل فعل الله وهو فعلنا ، إمّا بحديث التسبيب والاستخدام ، أو لأجل انّه لا يخلو شيء منه سبحانه ، قال سبحانه : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ) (٢) وقال سبحانه : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (٣).
والله سبحانه من وراء وجود فعل الإنسان ومعه وبعده كالنفس بالنسبة إلى قواها وأفعالها ، وقال سبحانه : (وَلَهُ الْمَثَلُ
__________________
(١). الأسفار : ٦ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨ ، وص ٣٧٤.
(٢). وسائل الشيعة : ٣ / الباب ١٧ ، أبواب أعداد الفرائض ونوافلها ، ح ٦.
(٣). الحديد : ٤.
(٤). ق : ١٦.