ربما يغترّ الإنسان ويزعم أنّ اختلاف المنهجين يختصّ بفعل الإنسان وعمله ، وأنّ الأشعري يسند جميع أفعال الإنسان إلى الله سبحانه دون الفاعل ، والمعتزلي ينسبه إلى نفس الفاعل الاختياري دون الله سبحانه ، ولكن التحقيق أنّ كلا القولين مبنيان على منهجين مختلفين في عامة العلل.
فالأشعري لا يعترف بمؤثر في دار الوجود غيره سبحانه ، ويعتقد بأنّه المؤثّر التام وليس لغيره من العلل أيّ دور فيه ، وعلى ذلك ينسب شروق الشمس ونور القمر وبرودة الماء وإحراق النار إلى الله سبحانه وأنّه جرت عادته على خلق الآثار بعد خلق موضوعاتها ولا صلة بينها وبين آثارها لا استقلالا ولا تبعا.
وعلى ذلك المنهج أنكر قانون العلّية والمعلولية في عالم