الطبيعة كالتزاحم الموجود بين وجود الإنسان ووجود العقرب مثلا.
وبذلك يتبيّن أنّ كلّ النقائص راجعة إمّا إلى حدّ الوجود ، أو إلى التزاحم في عالم الطبيعة.
فيصحّ أن يقال : إنّ الحسنات والسيّئات من الله سبحانه باعتبار أنّ الوجود المفاض في كل منهما خير ومفاض من الله تبارك وتعالى ، وإن نسبة الشرور والنقائص إليه بالعرض ولعلّه لهذا الأمر يقول : (كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ) ، بتخلّل كلمة «عند» ولكنّه عند ما ينسب السيّئة إلى العبد يستخدم كلمة «من» مكان «عند» ويقول : (وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) وذلك لأنّ نسبة النقص والقبح إلى الله سبحانه نسبة بالعرض وهذا بخلاف نسبتهما إلى الفاعل المادّي ، فإنّ النسبة إليه نسبة بالحقيقة.
فنسبة الوجود إلى الخيرات والشرور نسبة واحدة على حدّ سواء وأمّا الخير والشرّ فهي من لوازم مرتبته ودرجته أو تصادمه مع الخير الآخر ، فهو كنوز الشمس يشعّ على الطيّب والطاهر والرجس والخبيث ، دون أن يوصف بصفاتها ودون أن يخرجه عن أصل نوريّته.