* وحكى أبو بكر* عن أبى العباس نحوَ هذا وزاد أبو الخطاب إنها لَفِى علم الشيخ يعنى أبا عمرو ولكن لم يَحْضُره وقول ذى الرمة
أَلَا طَرَقَت مَىٌّ هَيُوماً بِذِكْرِها* |
|
وأَيْدِى الثُّرَيَّا جُنَّح فى المَغَارِب |
استعارةٌ واتّساع وذلك أن اليدَ اذا مالت نحوَ الشىء ودَنَت اليه دَلَّك على قُرْبها منه ودُنُوِّها نحوه وإنما أراد قُرْبَ الثُّريا من المَغْرِب لِأُقُولها فجعل لها أيْدِياً جُنَّحا نحوها وأصلُ هذه الاستعارة للبيد فى قوله
* حَتَّى إذا ألْقَتْ يَداً فى كافِرٍ*
فجَعَل للشمس يَداً الى المَغِيب لَمَّا أراد أن يَصِفها بالغُرُوب* ابن السكيت* قَطَع اللهُ أَدَيْه يُرِيدُ يَدَيه* أبو عبيد* اليَمين ـ خِلَافُ اليسار وسَمَّوا به الكَفَّ فقالوا اليَمِين واليُمْنى* فأما قول عمر رضى الله عنه وزَوَّدَتْنَا يُمَيْنَتَيْها فقياسُه يُمَيِّنَيْها لأنه تَصْغير يمين وإنما قال يُمَينتَيْها ولم يَقُل يَدَيْها ولا كَفَّيها لأنه لم يُرِد أنها جمَعَتْ كفَّيْها ثم أعطَتْهما بجَمِيع الكَفَّين ولكنه أراد أنها أعطت كُلَّ واحِد كَفًّا واحدَةً بيَمِينها* قال على* كون القياس يُمَيِّنَيْها ليس بلازم لأن يُمَيْنتيها يكون على تصغير يَمِين أو يُمْنَى تصغيرَ الترخِيمِ وشرط تصغير الترخيم أن يُحْذَف فيه جَمِيعُ الزوائدِ فاذا حذفت الزوائدَ من يَمِين أو يُمْنَى بقيت ثلاثةُ أحرف وكلاهما مؤنث وحكم المؤنث الذى على ثلاثة أحرف اذا صغر أن يكون بالهاء الا ما شَذَّ ألا ترى أن سيبويه لما صَغَّر غَلَابِ تَصْغيرَ التَّرخِيم قال غُلَيْبَةُ* الفارسى* وقالوا اليُمْنَى للجارِحة حيثُ قالوا لخِلَافها الشُّؤْمَى وقالوا فيها اليَسَار واليُسْرَى تَفاؤُلا ولا يُجْمع اليسارُ لأنه مصدر وقالوا لِلَّذى يَعْمَل بيُسْراه أَعْسَر وأتبعُوه بقولهم يَسَرٌ تفاؤُلا كما سَمَّوا نفْسَ الجهة اليُسْرَى وفى الحديث من جانبِهِ الأشأَم وقال القطامى أو غيره
فَأَنْحَى على شُؤْمَى يَدَيْه فذَادَها* |
|
بأَظْمَأَ من فَرْع الذُّؤابَة أَسْحَما |
* صاحب العين* رجل أَعْسَرُ يَسَرٌ ـ يعمَل بكِلْتا يَدَيْهِ فاذا كان يعمل بيده اليَسَار كعَمَله باليمين ـ قيل أَعْسَرُ وامرأة عَسْراءُ وقد عَسِرَت عَسَرا* قال سيبويه* يَمِين وأَيْمُن لأنَّها مؤَنَّثة قال أبو النجم
* يَأْتِى لها من أَيْمُنٍ وأَشْمُل*
وقالوا أَيْمان فكَسَّروها على أفْعال كما كَسَّروها على أفْعُل اذ كانا لِمَا عدَدُه ثلاثةُ أحرف