فانه أراد هذا الصنم المسمى بشمس ويكون هذا الصنم مُعْتَقدا فيه التأنيث كتأنيث اللات والعُزَّى فلذلك لم يصرف شمس* ابن السكيت* شَمِسَ يومُنا وشَمَسَ يَشْمُسُ ويَشْمِسُ شُمُوسا* ابن دريد* أشْمَسَ كشَمِسَ* صاحب العين* ويوم شامِسٌ ـ واضحٌ وتَشَمَّسَ الرجلُ ـ قَعد فى الشمس* ابن السكيت* يقال للشمس ذُكَاءُ ويقال قد آضَتْ ذُكاء وانْتَشَر الرِّعاء (١) وانما اشْتُقَّ من ذُكُوّ النارِ وهو تَلَهُّبُها وأنشد
فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيدًا بَعْدَ ما |
|
ألْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها فى كافِر |
قوله فتَذَكَّرا ـ يعنى ظَلِيماً ونَعامةً والثَّقَلُ ـ بيضُهما والرَّثِيدُ والرَّثَدُ المنْضُودُ رَثَدْتُه رَثْداً ومنه اشْتُقَّ مَرْثَدٌ ويقال تركتُ فلانا مُرْتثِدًا ـ أى ناضِداً مَتاعَهُ وقوله ألْقَتْ ذُكاءُ يمينَها فى كافر ـ أى بَدَأتْ فى المَغيبِ والكافر ـ الليلُ لانه يُوارِى كلَّ شئِ ومنه كفَرَ فوقَ دِرْعهِ بثَوْبه وابن ذُكاءَ الصُّبْحُ وأنشد
فوَرَدتْ قبْلَ انْبِلاجِ الفَجْرِ |
|
وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ فى كَفْرِ |
ويقال لها إلَاهةُ والْالاهةُ مثل فِعالةٍ وأنشد
تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ قَصْراً |
|
وأعْجَلْنا الالاهَةَ أنْ تَؤُبَا |
* قال الفارسى* سَمَّوْها إلاهةَ على نحوِ تَعْظيمهم لها وعِبادتهِم إياها وعلى ذلك نهاهم اللهُ عزوجل عن عبادتها وأمَرَهُم بالتَّوَجُّهِ فى العبادة اليه دون ما خَلَقَه وأوْجَده بعدَ أن لم يكن فقال (وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) ويَدُلُّكَ على ما ذَكَرْنا من مَذْهبِ العربِ فى تسميتهم للشمس إلاهَةَ ما حكاه أحمدُ بن يحيى من أنهم يُسَمُّونَها إلاهةَ غيرَ مصروف فقَوَّى ذلك أنه منقولٌ اذْ كان مخصوصا وأكثَرُ الْاسماءِ المختصةِ الأعْلامِ منقولةٌ نحو زيد وأسد وما يَكْثُر تَعْدادُه من ذلك فكذلك إلاهةُ تكون منقولةً من الْالاهَةِ التى هى العبادةُ لما ذكرنا وأنشد البيت
* وأعْجَلْنا إلاهةَ أن تَؤُبا*
* غيره* مصروف بلا ألف ولام وقد جاء على هذا الحَدِّ غيْرُ شئٍ* قال أبو
__________________
(١) قلت لا يغترن أحد بعدُ بقول صاحب القاموس عند ذكره جموع الراعي ج رُعاة ورُعيان ورُعاء يكسر فيقدم رعاء بالضم الشاذ المخالف للقياس ويؤخر رعاءا بالكسر الموافق للقياس كرجال وصيام وقيام وجياع وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين