وكذلك القولُ عندى فى تسميتهم لسقفِ البيتِ سَماءً هو من أجْل ارتفاعه وليس المؤنثُ بذلك على هذا ما أنْشَدَناه أبو بكر
اذا كوكبُ الخِرْقاءِ لاحَ بسُحْرةٍ |
|
سُهَيْلٌ أذاعَتْ غَزْلَها فى القَرائِب |
وقالتْ سَماءُ البيتِ فَوْقَك مُنْهِجٌ |
|
ولَمَّا نُيَسِّرُ أحْبُلاً للرَّكائِبِ |
فقال مُنْهِجٌ فعلى الاغلب الاكثر نحمله لا على النسب ولا على التذكير للحمل على المعنى نحو قوله
* ثلاثُ شُخُوصٍ كاعِبانِ ومُعْصِرٌ*
وان كان ذلك غير ممتنع فى الشعر فأما قول الشاعر
* تَلُفُّه الرِّياحُ والسُّمِى*
فهذا عندى على أنه سَمَّى المطرَ سَماءً لنزوله من السَماء كما يُسمَّى الفِناءُ عَذِرةً ونحو ذلك يدلك على هذا أنه جُمِعَ على فُعُول كعِنَاقٍ وعُنوقٍ ولم يأتِ به على أفْعِلة فهذا كتسميتهم قضاءَ الحاجةَ عَذِرة وأصلُ هذا الباب فى اللغة الارتفاعُ ومنه الاسْمُ واللام محذوفة أنشدنا أبو بكر
سَمَا لَلبُونِ الحارِثِىّ سَمَيْدَعٌ |
|
اذا لم يَنَلْ فى أوَّلِ الغَزْوِ عَقْبَا |
هذا جمعُها المستعملُ وجاء به هذا الشاعر فى سمائيا على غير المستعمل والآخر أنه قال سمائيا وكان القياس الذى عليه الاستعمال سَمايا فجاء به الشاعر لَمَّا اضْطُرَّ على القياس المتروك فقال سَمائِىَ وسَأُثْبِتُ ما تَقِفُ منه على هذين الاصلين* اعلم أن سَماءً فَعالٌ الهمزة فيها لام منقلبة عن واو فاذا جمعته مُكَسِّرا على فَعائل وجب فى القياس المتروك استعمالُه أن تقولَ سَمائِىَ كما أنك لو جمعتَ مثلَه فى الصحيح نحو سَحاب لقلتَ سَحَائِبَ فأبدلتَ من الألف الزائدة فى فَعَال همزة لانها وقعت بعد ألف الجمع وألفُ الجمع ساكنةٌ وألفُ فَعالٍ أيضا ساكنة واذا اجتمع ساكنان فلا يخلو من أن يُحْذف أحدُهما أو يحرّك فحذفُ الساكن الاوّل هنا لا يجوز لأنه دليل الجمع ولو حذفت الثانيةَ لا لتقاء الساكين لم يجز أيضا لان الجمع كان يلتبس بالواحد واذا لم يجز حذف واحد من الساكنين وجب أن يُحَرَّك أحدُهما ولا يخلو من أن يكون الاوّلَ أو الثانىَ فالاوّل لا يجوز تحريكه لانه لو حُرِّك لبطلتْ دلالتُه على الجمع