محمد أمين الاسترابادي وجماعة من علماء العرب والعجم ، جاور مكة وتوفى بها ودفن عند خديجة الكبرى. قرأت عليه جملة من كتب العربية والرياضة والحديث والفقه وغيرها ، وكان له شعر رائق وفوائد وحواشي كثيرة وديوان شعر صغير رأيته بخطه ، ولم يؤلف كتاباً مدوناً لشدة احتياطه ولخوف الشهرة. انتهى.
وأطراه صاحب الدر المنثور وذكر كثيراً من شعره. وقال صاحب السلافة : انه زين الأئمة وفاضل الأمة وملث غمام الفضل وكاشف الغمة ، شرح الله صدره للعلوم شرحاً وبنى له من رفيع الذكر صرحاً إلى زهد أسس بنيانه على التقوى وصلاح أهلّ به ربعه فما أقوى وآداب تحمر خدود الورد من أنفاسها خجلاً وشيم أوضح بها غوامض مكارم الأخلاق وجلا.
رأيته بمكة شرفها الله تعالى والفلاح يشرق من محياه وطيب الاعراق يفوح من نشر رياه وما طالت مجاورته بهاحتى وافاه الأجل ، وانتقل من جوار حرم الله إلى جوار الله عز وجل فتوفى سنة اثنتين وستين وألف رحمه الله تعالى. وله شعر خلب به العقول وسحر ، وحسدت رقته أنفاس نسيم السحر ، فمنه ما كتب إلى الوالد من مكة المشرفة مادحاً وذلك عام ١٠٦١ :
شام برقا لاح
بالابرق وهنا |
|
فصبا شوقاً الى
الجزع وحنّا |
وجرى ذكر اثيلات
النقا |
|
فشكى من لاعج
الوجد وأنّا |
دنف قد عاقه صرف
الردى |
|
وخطوب الدهر عما
يتمنى |
شفّه الشوق إلى
بان اللوى |
|
فغدا منهمل
الدممع معنى |
أسلمته للردى
أيدي الأسى |
|
عندما أحسن
بالأيام ظنا |
طالما أمّل
إلمام الكرى |
|
طمعاً في زورة
الطيف وأنى |
كلما جنّ الدجى
حنّ إلى |
|
زمن الوصل فأبدى
ما أجنا |
وإذا هبّ نسيم
من رُبا |
|
حاجر أهدى له
سقماً وحزنا |
يا عريباً
بالحمى لولاكم |
|
ما صبا قلبي إلى
ربع ومغنى |