محمّد السُبعي
مشيب تولّى
الشباب وأقبلا |
|
نذير لمن أمسى
وأضحى مغفلا |
ترى الناس منهم
ظاعناً إثر ظاعن |
|
فظن سواه الظاعن
المتحملا |
ترحلّت الجيران
عنه إلى البلى |
|
وما رحل الجيران
إلا ليرحلا |
ولكنه لما مضى
العمر ضايعا |
|
بكى عمره الماضي
فحنّ وأعولا |
تذكّر ما أفنى
الزمان شبابه |
|
فبات يسحّ الدمع
في الخد مسبلا |
ولم يبكِ من فقد
الشباب وإنما |
|
بكى ما جناه
ضارعاً متنصلا |
تصرّمت اللذات
عنه وخلفت |
|
ذنوباً غدا من
أجلها متوجلا |
حنانيك يا من
عاش خمسين حجة |
|
وخمساً ولم يعدل
عن الشر معدلا |
وليس له في
الخير مثقال ذرة |
|
وكم ألف مثقال
من الشر حصّلا |
أعاتب نفسي في
الخلاء ولم يفد |
|
عتابي على ما
فات في زمن خلا |
فيا ليت أني قبل
ما قد جنت يدي |
|
على نفسها لاقيت
حتفاً معجّلا |
ويا ليت شعري هل
تفيد ندامتي |
|
على ما به أمسى
وأضحى مثقّلا |
عذيري من الدنيا
الذي صار موجباً |
|
عذاب إلهي
عاجلاً ومؤجّلا |
يدي قد جنت يا
صاحبيّ على يدي |
|
ونفسي لنفسي
جرّت العذل فاعذلا |
ولا تعذلا عيناً
على عينها بكت |
|
فطرفي على طرفي
جنا وتأملا |
سأبكي على ما
فات مني ندامة |
|
إذا الليل أرخى
الستر منه وأسبلا |