الطويل وهو الشاهد الخامس والثمانون بعد المائة] :
ولكن ديافيّ أبوه وأمّه بحوران يعصرن السّليط أقاربه وقال تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ) [الآية ٧٣] وذلك انهم جعلوا معه «عيسى» و «مريم». كذلك يكون في الكلام إذا كان واحد مع اثنين قيل «ثالث ثلاثة» كما قال تعالى : (ثانِيَ اثْنَيْنِ) [التوبة / ٤٠] وانما كان معه واحد. ومن قال : «ثالث اثنين» دخل عليه أن يقول : «ثاني واحد». وقد يجوز هذا في الشعر وهو في القياس الصحيح. قال الشاعر (١) [من الوافر وهو الشاهد السادس والثمانون بعد المائة] :
ولكن لا أخون الجار حتّى يزيل الله ثالثة الأثافي ومن قال : «ثاني اثنين» و «ثالث ثلاثة» قال : «حادي أحد عشر» إذا كان رجل مع عشرة. ومن قال : «ثالث اثنين» قال : «حادي عشرة» فأمّا قول العرب : «حادي عشر» و «ثاني عشر» فهذا في العدد إذا كنت تقول : «ثاني» و «ثالث» و «رابع» و «عاشر» من غير ان تقول : «عاشر كذا وكذا» ، فلما جاوز العشرة أراد أن يقول : «حادي» و «ثاني» ، فكان ذلك لا يعرف معناه إلّا بذكر العشرة ، فضم إليه شيئا من حروف العشرة.
وقال تعالى : (لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ) [الآية ٩٤] على القسم أي : والله ليبلونّكم. وكذلك هذه اللام التي بعدها النون لا تكون إلا بعد القسم.
وقال تعالى : (فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) [الآية ٩٥]. أي فعليه جزاء مثل ما قتل من النّعم.
وقال تعالى : (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً) [الآية ٩٥] انتصب على الحال (بالِغَ الْكَعْبَةِ) [الآية ٩٥] من صفته وليس (بالِغَ الْكَعْبَةِ) بمعرفة لأن فيه معنى التنوين ، لأنّه إذا قال : «هذا ضارب زيد» في لغة من حذف النون ولم يفعل بعد ، فهو نكرة. ومثل ذلك قوله تعالى : (هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا) [الأحقاف / ٢٤] ففيه بعض التنوين غير أنّه لا يوصل اليه من أجل الاسم المضمر.
ثم قال تعالى : (أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ
__________________
(١). لم أجد ما يشير الى القائل والقول ، إلّا ما جاء في المنصف ٣ / ٨٢ من عجزه : يخون الدهر ثالثة الاثافي.