يكون لهم ملجأ من عذابه. فإن أعرضوا عن ذلك فليس على النبي (ص) شيء من إعراضهم ، لأنه قام بما كلّف به من تبليغهم ؛ ثم ذكر السياق أن السبب في إعراضهم ما هم فيه من غرور وجهل. فإذا أصابتهم رحمة فرحوا بها وأبطرتهم ، وإذا أصابتهم سيّئة بلغ الكفر مبلغه منهم ؛ ثم خطّأهم في غرورهم بما يملكون في دنياهم ، لأن كلّ شيء ملك لله جلّ جلاله ، وكل ما في أيدينا هبة منه وحده سبحانه (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً). ثم انتقل السياق من ذلك إلى إثبات ما أنكروه من الوحي ، بأنه ما كان لبشر أن يكلّمه الله إلّا وحيا أو من وراء حجاب ، أو بوساطة ملك ، وأنّه تعالى أوحى إلى الرسول (ص) روحا من أمره ، وما كان الرسول (ص) يدري قبله ما الكتاب ولا الإيمان ، وأنّه يهدي من ذلك إلى صراط مستقيم (صِراطِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) (٥٣).