[الآية ٢] : وإذا تناثرت النجوم ، وأظلم نورها ، وذهب لألاؤها.
[الآية ٣] : وإذا انفصلت الجبال عن الأرض ، وسارت في الجوّ كما يسير السحاب ، وتبع ذلك نسفها وبسّها وتذريتها في الهواء ، كما جاء في سور أخرى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً) (١٠٥) [طه].
[الآية ٤] : وإذا تركت العشار وأهملت ، و (العشار) : هي النوق الحبالى في شهرها العاشر ، وهي أجود ما يملكه العربي وأثمنه ؛ فإذا انشغل الناس عنها بأهوال القيامة عطّلت وأهملت.
[الآية ٥] : وإذا اجتمعت الوحوش الكاسرة ، ذليلة هادئة قد نسيت غريزتها ، مضت هائمة على وجوهها لا تأوي إلى جحورها ، ولا تنطلق وراء فرائسها ، وقد حشرها هول الموقف ذاهلة متغيّرة الطباع ، فكيف بالناس في ذلك اليوم العصيب؟
[الآية ٦] : وإذا التهبت البحار وامتلأت نارا ، أو فجّرت الزلازل ما بينها حتى اختلطت وعادت بحرا واحدا. [الآية ٧] : وإذا اقترنت الأرواح بأبدانها ، أو إذا قرن كلّ شبيه بشبيهه ، وضمّت كلّ جماعة من الأرواح المتجانسة في مجموعة.
[الآيتان ٨ و ٩] : وإذا سئلت الموؤدة بين يدي قاتلها عن الذنب الذي قتلت به ، ليكون جوابها أشدّ وقعا على الوائد ، فإنها ستجيب أنها قتلت بلا ذنب جنته.
وكان الوأد عند العرب الجاهليين يجري بصورة قاسية ، إذ كانت تدفن البنت حية ، أو تجلس المرأة عند المخاض فوق بئر محفورة ؛ فإذا كان المولود بنتا ، رمت بها فيها وردمتها ؛ وإن كان ذكرا ، قامت به معها ؛ وبعضهم كان إذا عزم على استبقاء ابنته ، فإنه يمسكها إلى أن تقدر على الرعي ، ثمّ يلبسها جبة من صوف أو شعر ، ويرسلها الى البادية ترعى له إبله ؛ فلمّا جاء الإسلام سما بالمرأة وكرّمها ، وليدة ، وناشئة ، وزوجة ، وأمّا. حرّم وأد البنات ، وشفع ذلك بالتشنيع على من يفعله ، قال تعالى : (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨) يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ