لتردّده بين الواجب النفسي المقرّب والمقدّمي غير المقرّب ، فنقول : يكفي في قصد القربة ، قصد التخلص من العقاب ، فانها إحدى الغايات المذكورة في العبادات.
______________________________________________________
(لتردّده بين الواجب النفسي المقرّب) ان كان الوجوب قد تعلق بالأقل فقط (والمقدّمي غير المقرّب) ان كان وجوب الأقل ضمن الأكثر (فنقول : يكفي في قصد القربة ، قصد التخلص من العقاب : فانها) أي : نيّة التخلص من العقاب (إحدى الغايات المذكورة في العبادات) فانّ للقربة مراتب كالتالي :
الاولى : خوف النار.
الثانية : طمع الجنة.
الثالثة : إرادة تكميل النفس حتى إذا لم تكن جنة ولا نار ، فانّ العبادات تكمّل النفس.
الرابعة : إرادة جلب رضا الله سبحانه وتعالى.
الخامسة : ان يرى الانسان ان الله سبحانه وتعالى أهلا للعبادة فيعبده حتى إذا لم تكن إحدى المراتب الأربع السابقة.
مثلا : ان الانسان قد يعدو فرارا من الأسد ، وقد يعدو لأجل صيد غزال ، وقد يعدو لأجل تقوية عضلاته ، وقد يعدو لأجل أن يرضى عنه مولاه حيث أمره بالعدو ولم يكن إحدى الثلاثة السابقة ، وقد يعدو لأجل إنه يرى مولاه أهلا لأن يعدو أمامه احتراما لمقامه.
ولا يخفى : انّ المرتبة الخامسة هي أعلى المراتب ، وقد أشار اليها الامام أمير المؤمنين عليهالسلام في الكلمة المنسوبة اليه : «ما عبدتك طمعا في جنتك ، ولا خوفا