وقد ذكر موانع أخر لسقوط إطلاقات العبادات عن قابلية التمسك فيها باصالة الاطلاق وعدم التقييد ، ولكنها قابلة للدفع
______________________________________________________
عن الفريقين قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اني مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا» (١) وفي زمان الغيبة إلى الفقهاء المراجع حسب التوقيع الشريف : «أما الحوادث الواقعة» (٢).
هذا (وقد ذكر موانع أخر لسقوط إطلاقات العبادات عن قابلية التمسك فيها) غير الموانع الثلاثة التي ذكرناها : وقالوا : بأن هذه الموانع الأخر تمنع من التمسك في العبادات (باصالة الاطلاق ، و) من التمسك بأصالة (عدم التقييد) فمع وجود أحدها لا يمكن التمسك بهما (ولكنها) أي : تلك الموانع المذكورة (قابلة للدفع) فانها ليست كما ذكر تمنع من التمسك باطلاقات ، وإنما التي تمنع منه هي الثلاثة التي ذكرناها فقط.
ثم ان من الموانع التي ذكروها هي : ان ألفاظ العبادات منصرفة إلى خصوص الصحيحة ، فتكون بالنسبة إلى الأعم مجملة لا إطلاق لها حتى يتمسك به.
ومن الموانع : ان إطلاقات الكتاب ورد فيها تقييدات كثيرة ، وذلك يسبّب سقوطها عن الحجية.
ومن الموانع : كونه في مقام بيان جهة خاصة فقط كما في قوله سبحانه : (فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ) (٣) فانه في مقام بيان حلّية الصيد فقط ، فلا يمكن التمسّك
__________________
(١) ـ معاني الاخبار : ص ٩١ ، كمال الدين : ص ٢٤٧ ، المسائل الجارودية : ص ٤٢ ، المناقب : ج ٢ ص ٤١ ، عيون اخبار الرضا : ص ٦٢ ، كشف الغمّة : ج ١ ص ٤٣ ، متشابه القرآن : ج ٢ ص ٣٥ ، الارشاد : ج ١ ص ١٨٠ ، بحار الانوار : ج ٥ ص ٦٨ ب ٢ ح ١ ، ارشاد القلوب : ص ٣٤٠.
(٢) ـ كمال الدين : ص ٤٤٠ ب ٤٥ ح ٤ ، منتخب الانوار المضيئة : ص ١٢٢ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٤٠ ب ٩ ح ٣٣٤٢٤.
(٣) ـ سورة المائدة : الآية ٤.