لأنّا نعلم غالبا بوجود النّجس والحرام في الوقائع المجهولة غير المحصورة.
فلو أخرجت هذه الشبهة عن اخبار الحلّ لم يبق تحتها من الأفراد إلّا النادر ، وهو لا يناسب مساق هذه الاخبار ، فتدبّر.
______________________________________________________
وانّما ترجع الشبهة الابتدائية في الاكثر الى الشبهة غير المحصورة (لانّا نعلم غالبا بوجود النّجس والحرام في الوقائع المجهولة غير المحصورة) لوضوح : انّا شككنا في نجاسة بدننا ، أو ثوبنا ، أو شككنا في حرمة هذه المرأة او تلك الذبيحة ، أو ما اشبه ذلك ، فليس شكنا هذا بدويا حاصلا من دون علم اجمالي ، بل هو على الاغلب بملاحظة علمنا الاجمالي بوجود نجس وحرام كثير في البلاد ، فيكون غير محصورة.
(فلو أخرجت هذه الشبهة) وهي الشبهة غير المحصورة (عن اخبار الحلّ لم يبق تحتها من الأفراد إلّا) الشك البدوي (النادر) جدا (وهو لا يناسب مساق هذه الاخبار) الكثيرة الظاهرة في انّ الشبهة متعدّدة وكثيرة ، لا انّها قليلة.
والحاصل انّ القدر المتيقن في أخبار الحل وان كان هو الشك البدوي ، إلّا انه لما كان الشك البدوي الذي لا يكون ضمن الشبهة غير المحصورة نادرا جدا ، كان من المستبعد ان يراد بأخبار الحل على كثرتها خصوص هذه الافراد النادرة فقط ، فاللازم ان نقول بشمول أخبار الحل للشبهة غير المحصورة أيضا كما ذكره المستدل.
(فتدبّر) ولعل وجهه : ان الشبهة البدوية كثيرة جدا وليست نادرة ، فانا كثيرا ما نشك في انّه هل تنجس ثوبنا أو بدننا أو شيء ممّا يتعلق بنا ابتداء ، من دون علم اجمالي ، ومع ذلك فانه لو فرضنا ان النسبة بين اخبار الحل واخبار الاحتياط