المولى ، كي يلزم من ذلك التسلسل المستحيل في الوجود ، وإنما هو شوق أو وجوب تبعي ، بمعنى أنه لو لاحظه لاشتاق إليه وأوجبه ، وحينئذ فلو فرض صحة الأصول المفروضة في التقريب المذكور ، فإنّ غاية ما يلزم ، هو أنّ المولى كلّما لاحظ المقدّمة الموصلة ، حصل لديه شوق أو وجوب نحوه ، فإذا التفت أيضا إلى أنها متقوّمة بذيها ، حصل لديه شوق أو وجوب غيري نحوه أيضا ، ثم إذا التفت ولاحظ أيضا توقفه على المقدمة الموصلة ، اشتاق إليها ثالثة ، وهكذا ، فكلّما استمر في لحاظه والتفاته ، حصل لديه الشوق والوجوب الغيري ، وهذا ليس بمستحيل ، لأنه ينقطع حينما ينقطع اللحاظ لا محالة.
وهذا أيضا يكون جوابا على التقريب الأول للتسلسل.
ويمكنك أن تقول : إنّ هذا التسلسل في أساسه ليس مستحيلا ، وذلك لأنه قائم على الاعتبار واللحاظ ، إذن فهو ليس تسلسلا في الوجود ، وإنما هو من التسلسل في الاعتبار ، وملاحظة حيثيّة الإيصال إلى المقدمة ، ومثل هذا التسلسل ينقطع بانقطاع الاعتبار والملاحظة.
وعليه ، فلا محذور إذن في أن تكون هناك أشواق نفسيّة غيرية متسلسلة ومستمرة ما استمرت الملاحظة والاعتبار في نفس الأمر ، ولكنها تنقطع بانقطاع الملاحظة والاعتبار.
وليس مثل هذا تسلسلا في أساسه حتى يكون محذورا.
* الإيراد الثاني : على مقالة صاحب الفصول ، هو دعوى استلزام القول بالمقدمة الموصلة لاجتماع المثلين وهو مستحيل ، وذلك باعتبار أن ذا المقدمة سوف يجتمع عليه الوجوب النفسي ، باعتبار وجود الملاك النفسي فيه ، كما يجتمع عليه الوجوب الغيري ، باعتبار كونه ممّا يتوقف عليه الواجب الغيري ، وهو المقدمة الموصلة.
وإن شئت قلت : إنه يلزم من القول بالمقدمة الموصلة اجتماع المثلين ، أي : الوجوبين على ذي المقدمة ، لما عرفت من أنه بناء على القول بالمقدمة