أراد أن يخلقه أمر أن يقبض قبضة من جميع الأرض سهلها وجبلها فخلق منها آدم ، فلذلك ياتي بنوه أخيافا اي مختلفين من قولهم : النّاس أخياف ، ويقال لإخوة الأمّ أخياف ، لاختلافهم في نسب الآباء.
وفي خبر ابن سلام عن النّبي صلىاللهعليهوآله انّه سأله عن آدم لم سمّي آدم؟ قال : لأنّه خلق من طين الأرض وأديمها ، قال : فآدم خلق من الطّين كلّه او من طين واحد؟ قال : بل من الطّين كلّه ، ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا ، وكانوا على صورة واحدة قال : فلهم في الدّنيا مثل؟ قال : التّراب فيه أبيض ، وفيه اخضر ، وفيه أشقر وفيه اغبر ، وفيه احمر ، وفيه أزرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه أصهب فلذلك صار النّاس فيهم ليّن وفيهم خشن ، وفيهم أبيض ، وفيهم اصفر ، واحمر وأصهب وأسود على ألوان التّراب (١).
وفي «الاختصاص» عن الصادق عليهالسلام انّه خلق آدم من صفحة الطّين (٢).
أو بمعنى باطنها من الأدمة بالتحريك لباطن الجلد ، وباطن الأرض كما في «القاموس» ، أو خصوص الأرض الرّابعة كما قال الصّدوق في «العلل» بعد قول الّصادق عليهالسلام : إنّما سمّي آدم آدم لأنّه خلق من أديم الأرض : إنّ اسم ارض الرّابعة أديم وخلق آدم منها فلذلك قيل : خلق من أديم الأرض (٣).
وان قيل إنّه لم يوجد له أثر في كتب اللّغة ولعلّه وصل إليه بذلك خبر ، لكن في «قصص الأنبياء» بعد نقل خبر يأتي ذكره ما لفظه : وقيل : أديم الأرض أدنى
__________________
(١) علل الشرائع ص ١٦١ وعنه البحار ج ١١ ص ١٠١.
(٢) البحار ج ١١ ص ١٠٢ عن الاختصاص.
(٣) علل الشرائع ج ١ ص ١٤.