الأرض الرّابعة إلى اعتدال ، لأنّه خلق وسط بين الملائكة والبهائم ، وستسمع ما فيه من الإشارة.
وفي «الاحتجاج» عن أبي بصير قال : سأل طاوس اليماني أبا جعفر عليهالسلام لم سمّي آدم آدم؟ قال : لأنّه رفعت طينته من أديم الأرض السّفلى (١).
وهذا الخبر يحتمل كلّا من الوجوه الثلاثة وغيرها.
أو من الأدمة بمعنى الألفة والاتّفاق يقال : أدم الله بينهما اي أصلح وألّف وكذلك آدم الله بينهما فعل وأفعل بمعنى ، ومنه الخبر : فانّه أحرى أن يؤدم بينكما (٢) يعني أن يكون بينكما المحبّة والاتّفاق ولعلّه الأنسب بما في «العلل» قال : اتى أمير المؤمنين عليهالسلام يهوديّ فقال : لم سمّي آدم آدم؟ قال عليهالسلام : لأنّه خلق من أديم الأرض ، وذلك انّ الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل وأمره أن يأتيه من أديم الأرض أربع طينات : طينة بيضاء ، وطينة حمراء ، وطينة غبراء ، وطينة سوداء ، وذلك من سهلها وحزنها ثمّ أمره أن يأتيه بأربع مياه : ماء عذب ، وماء ملح وماء قر وماء منتن ، ثمّ أمره أن يفرغ الماء في الطّين وآدمه الله بيده فلم يفضل شيء من الطّين يحتاج إلى الماء ولا من الماء شيء يحتاج إلى الطّين وجعل الماء العذب في حلقه ، وجعل الماء المالح في عينيه ، وجعل الماء المرّ في أذنيه ، وجعل الماء المنتن في انفه (٣). الخبر.
__________________
(١) الاحتجاج ص ١٧٩ وعنه البحار ج ١١ ص ١٠٠.
(٢) في لسان العرب ج ١٢ ص ٨ : في الحديث عن النبيّ صلى الله عليه (وآله) وسلم أنه قال للمغيرة بن شعبة وخطب امرأة : لو نظرت إليها فإنّه أحرى أن يؤدم بينكما قال الكسائي : يودم بينكما يعني ان تكون بينهما المحبة والاتفاق.
(٣) علل الشرائع ص ٢ ح ١.