وكان لسان آدم العربيّة وهو لسان أهل الجنّة فلمّا عصى ربّه أبدله بالجنّة ونعيمها الأرض والحرث وبلسان العربية السّريانية (١).
إلى غير ذلك ممّا تأتي إلى بعضها الإشارة.
ومن جميع ما مرّ قد ظهر ضعف ما ذكره الزّمخشري من القطع بعجمته ، وان استدلّ عليه غيره بما لا يخلو من ضعف واضح ، ثمّ إنّهم صرّحوا بانّ أصله بهمزتين ، لأنّه أفعل لكنّهم ليّنوا الثانية ، وإذا حرّكت جعلت واوا فيجمع على أوادم ، لأنّه ليس لها أصل في الياء معروف فجعلت الغالب عليها.
وفي «المجمع» انّه ان أخذ من أديم الأرض صرف بالتنكير ، أو من ادمه اللّون والصّفة فإذا سمّيت به في هذا الوجه ثم نكرته لم تصرف (٢) والوجه واضح.
ثمّ انّه عليهالسلام يكنّى أبا البشر ، وروى أبا محمّد ايضا ففي «البحار» عن نوادر الراوندي بالإسناد عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أهل الجنّة ليست لهم كنى إلّا آدم عليهالسلام فانّه يكنّى بأبي محمد توقيرا وتعظيما (٣).
والمراد بالاسم ما يدلّ على الشيء في مرتبة الذّات والكينونة أو في مرتبة الفعل والطّبيعة والخواص ، او في مرتبة الألفاظ الموضوعة المؤلّفة من الحروف ، ولذا ينقسم إلى اقسام ثلاثة بل اربعة حسبما مرّت إليها الإشارة في تفسير البسملة.
«والكلّ» لفظ يدلّ على الاستيعاب والاحاطة بالأجزاء ، ويؤكّد به مثل أجمعون إلّا أنّه يبدأ في الذّكر بكلّ كما في قوله : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١١ ص ٥٦ عن الاختصاص.
(٢) مجمع البيان ج ١ ص ٧٦.
(٣) بحار الأنوار ج ٢١ ص ١٠٧ عن نوار الراوندي ص ٩.