أَجْمَعُونَ) (١) ، لأنّ الكلّ قد يلي العوامل ، وأجمعون لا يكون إلّا تابعا والتأكيد بالاستيعاب إمّا باعتبار أنواع الإسم حسبما سمعت ، أو افراد كلّ نوع ، والأولى اعتبار العموم من الجهتين ، سيّما مع تأكيد الجمع المحلّى ، أو أنّ المراد بالأسماء مسمّياتها بتقدير المضاف اليه ، فتشمل جميع الأكوان ، وأفعالها ، وخواصّها وآثارها ، واصول العلوم والصناعات ، وانواع المدركات من المعقولات والمحسوسات ، وغيرها ممّا علّمها الله تعالى آدم تعليما إلهاميّا مترتّبا على كمال الاستعداد الحاصل من التعليم التكويني ، فانّه جعل وجوده وكينونته نسخة مختصرة مشتملة على كليّات ما في العوالم الملكوتيّة والنّاسوتيّة ، ولذا ورد انّه قد أخذ من جميع القبضات المأخوذة من السموات والأرضين.
ففي «الكافي» عن الصّادق عليهالسلام قال : إنّ الله عزوجل لما أراد ان يخلق آدم عليهالسلام بعث جبرئيل في أوّل ساعة من يوم الجمعة ، فقبض بيمينه قبضة ، فبلغت قبضته من السماء السّابعة إلى السّماء الدنيا ، وأخذ من كلّ سماء تربة ، وقبض قبضة اخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى ، فأمر الله عزوجل كلمته فأمسك القبضة الأولى بيمينه ، والقبضة الاخرى بشماله ، ففلق الطّين فلقتين ، فذرا من الأرض ذروا ومن السموات ذروا ، فقال للّذي بيمينه : منك الرّسل والأنبياء والأوصياء والصّديقون والمؤمنون والسعداء ومن أريد كرامته ، فوجب لهم ما قال كما قال ، وقال للّذي بشماله : منك الجبّارون والمشركون والكافرون والطّواغيت ومن أريد هوانه وشقوته ، فوجب لهم ما قال كما قال ثمّ انّ الطّينتين خلقتا
__________________
(١) الحجر : ٣٠.