يجوز جعل الأدون رسولا إلى الأشرف.
وهذه الوجوه بمكان من الضّعف والقصور ، وأمّا حكاية الاجتباء فلانّ المراد به على ما ذكره المفسّرون هو الحمل على التّوبة والتّوفيق له ، كما في قوله في صاحب الحوت (فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) (١) والاجتباء يكون قبل النبوّة كما في غير الأنبياء وبعدها كما في قوله : (وَلكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ) (٢).
وأمّا الثّاني فهو واضح الفساد بناء على ما أجمعنا عليه من عدم صدور المعصية من الأنبياء قبل النبوة وبعدها.
وامّا الثالث فقد سمعت الجواب عنه مضافا إلى أنّ البشر عندنا أفضل من الملائكة ، نعم يمكن الاستدلال لهذا القول بما رواه في «الأمالي» عن الرّضا عليهالسلام حيث سئل عن زلّة آدم ومنافاتها لعصمته عليهالسلام فقال عليهالسلام : إنّ الله خلق آدم حجّة في ارضه وخليفة في بلاده ولم يخلقه للجنّة وكانت المعصية من آدم في الجنّة لا في الأرض لتتم مقادير أمر الله تعالى فلمّا أهبط إلى الأرض وجعل حجّة وخليفة عصم بقوله عزوجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) (٣). (٤)
وفي العيون عنه عليهالسلام في خبر يأتي في كيفيّة وسوسة إبليس وصدور الزّلة منه
__________________
(١) القلم : ٥٠.
(٢) آل عمران : ١٧٩.
(٣) آل عمران : ٣٣.
(٤) بحار الأنوار : ج ١١ ص ٧٢.