أيضا أفضل من عامة الملائكة عندهم ، والمحكي عن المعتزلة والفلاسفة وبعض الاشاعرة تفضيل الملائكة ، ثمّ انّهم ربما عنونوا البحث بتفضيل البشر على الملائكة أو العكس ، وليس المراد بتفضيل كلّ فرد من أحدهما على جميع افراد الاخر ، ولا التّطبيق بين افراد النوعين بتفضيل كلّ فرد على ما يقابله ، بل المراد تفضيل الأنبياء والأئمّة على الملائكة او تفضيل المعصومين من البشر ، فيدخل فاطمة عليهاالسلام وسائر الأوصياء أيضا على جميع الملائكة ، وان كانوا كلّهم معصومين من الصّغائر والكبائر على ما أشرنا إليه ، او تفضيل الجنس ولو باعتبار النوع الأشرف على الجنس ، فلا ينافي ذلك تفضيل بعض الملائكة او كلّهم على بعض المؤمنين بل على الفسّاق والكفّار ، ثمّ المراد بالأفضل الأكثر ثوابا والأرفع درجة ، والأقرب إلى الله تعالى منزلة الأكمل باعتبار العلم والعمل وسائر الكمالات.
إذا عرفت هذا فاعلم أنّ الحقّ ما ذهب إليه الاماميّة لوجوه ، الأوّل : الإجماع القطعي الكاشف عن قول الإمام عليهالسلام ورضاه حيث انّ الطّائفة المحقّة كانوا قديما وحديثا متّفقين على تفضيل الأنبياء والأئمّة عليهمالسلام على الملائكة من دون نكير منهم في ذلك ، حتّى انّهم كانوا معروفين بهذا المذهب يعرفه منهم المخالفون لهم في المذهب كما يعرفون منهم القول بحلّية المتعة ، ووجوب المسح على الرّجلين ونفي العول والتّعصيب ، فلا يبعد دعوى ضرورة المذهب عليه بل هو كذلك.
ولذا قال شيخنا الصدوق في «العقائد» : اعتقادنا في الأنبياء والحجج والرّسل عليهمالسلام أنّهم أفضل من الملائكة (١) وقال المفيد : اتّفقت الاماميّة على أنّ أنبياء
__________________
(١) البحار ج ٥٧ ص ٢٨٦.