الله ورسله من البشر أفضل من الملائكة ووافقهم على ذلك اصحاب الحديث وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك ، وزعم الجمهور منهم انّ الملائكة أفضل من الأنبياء والرسل وقال نفر منهم سوى من ذكرناه بالوقف في تفضيل أحد الفريقين على الاخر (١) إلى آخر ما ذكره رحمهالله.
وقال السيّد المرتضى رضى الله عنه : المعتمد في القطع على أنّ الأنبياء أفضل من الملائكة على اجماع الشيعة الاماميّة على ذلك لأنّهم لا يختلفون في هذا بل يزيدون عليه ويذهبون إلى أنّ الأئمّة أفضل من الملائكة أجمعين وإجماعهم حجّة لأنّ المعصوم في جملتهم وقد بيّنا في مواضع من كتبنا كيفيّة الاستدلال بهذه الطّريقة ورتّبناه وأجبنا عن كلّ سؤال يسأل عنه فيها وبيّنا كيف الطريق مع غيبة الامام إلى العلم بمذاهبه وأقواله وشرحنا ذلك فلا معنى للتّشاغل به هاهنا (٢).
وممّن ادّعى عليه اتّفاق الاماميّة العلّامة الحليّ في «أنوار الملكوت» (٣) والعلامة المجلسي في مواضع من البحار والرازي (٤) والدّواني وغيرهم من علماء الفريقين فلا ينبغي التّامل في تحقّق الإجماع عليه.
الثّاني : الآيات الكثيرة الدّالة عليه بظواهرها الّتي هي الحجّة حتّى في غير الفروع العلميّة الّذي لا يجري فيه دليل الانسداد على بعض الوجوه ، وذلك لما حقّقناه في المقدّمات من حجّية ظواهر الكتاب وهي كثيرة.
__________________
(١) البحار ج ٥٧ ص ٢٨٥ عن عقائد الصدوق.
(٢) البحار : ج ٥٧ ص ٢٨٧ ـ عن الغرر والدرر للسيّد المرتضى ج ٢ ص ٣٣٣.
(٣) البحار ج ٥٧ ص ٢٨٦ عن أنوار الملكوت.
(٤) مفاتيح الغيب للرازى ج ٢ ص ٢١٥.