وقد اكتنفها جماعة من الملائكة (١) ، الخبر.
الرابع : انّ عبادة البشر أشقّ وأصعب فوجب أن يكون أفضل ، امّا الصغرى فلانّ للبشر شواغل عن الطاعات العلميّة والعمليّة ، من الشهوات النفسانيّة ، والدّواعي الجسمانيّة ، والقوى البهيميّة والسبعيّة الدّاعية إلى ثوران الشّهوة والغضب ، والاشتغال بالأمور الحسيّة والعوارض الجسميّة ، وغير ذلك من الحاجات والخيالات الشّاغلة والموانع الدّاخلة والخارجة ، سيّما مع تعاضد الهوى ووسوسة الشيطان بجنوده في صدورهم ، وخفاء الحقّ وقلّة أهله ، وشيوع الباطل وكثرة جنده ، مضافا إلى ما يقاسون من الأمراض البدنيّة والاعراض النفسانيّة والعاهات الجسمانيّة.
والملائكة ليس لهم شيء من ذلك فلا يعارض دواعي طاعاتهم شيء من الإرادات المضادّة والموانع الطّارية بل عباداتهم كالأقوات الممدّة لأرواحهم يلتذّون بها ، وأمّا الكبرى فلانّ إيثار رضا الله تعالى مع صعوبته ومشقّته على النفس دليل على كمال العبوديّة والانقياد ألا ترى أنّ الشّيخ الّذي له ميل إلى النّساء إذا امتنع عن النساء فليست فضيلة كفضيلة من يمتنع عنهنّ مع شدّة الشبق والشهوة الهائجة.
هذا مضافا إلى النبوي المشتهر أفضل العبادات أحمزها (٢) أي اشقّها على النفس.
وتوهّم أنّ للملائكة ايضا شهوة داعية إلى المعصية ، وهي حبّ الرّياسة كما
__________________
(١) علل الشرائع : ص ٧٢ وعنه البحار ج ١٨ ص ٣٥٠ ح ٦١.
(٢) البحار : ج ٧٠ ص ١٩١ وص ٢٣٧.