الظَّالِمِينَ) (١) على ما يأتي ، ومن القواطع العقليّة الّتي ستسمع الكلام في بعضها إنشاء الله.
خامسها : ما ذكره الصّدوق بعد الإشارة إلى بعض ما مرّ من أنّ في قوله عزوجل : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (٢) حجّة قوية على غيبة الامام عليهالسلام ، وذلك أنّه عزوجل لما قال : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) أوجب بهذا اللفظ معنى ، وهو أن يعتقدوا طاعته ، فاعتقد عدو الله إبليس بهذه الكلمة نفاقا وأضمره حتّى صار به منافقا ، وذلك انّه أضمر أن يخالفه متى أستعبد بالطاعة له ، فكان نفاقه أنكر النّفاق ، لأنّه نفاق بظهر الغيب ، ولهذا صار أخزى المنافقين كلّهم ، ولمّا عرّف الله عزوجل لملائكته ذلك أضمروا الطاعة له ، واشتاقوا إليه ، وأضمروا نقيض ما أضمره الشيطان ، فصار لهم من الرتبة عشرة أضعاف ما استحقّ عدوّ الله من الخزي والخسارة ، والطاعة والموالاة بظهر الغيب ابلغ في الثواب والمدح لأنّه أبعد من الشبهة والمغالطة.
ولذا روي عن الصادق عليهالسلام : من دعا لأخيه بظهر الغيب وكلّ الله به ملكا يقول : ولك مثلاه (٣).
وانّ الله تبارك وتعالى أكّد دينه بالإيمان بالغيب ، فقال : (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (٤) الآية ، فالإيمان بالغيب أعظم مثوبة لصاحبه ، لأنّه خلو من كلّ
__________________
(١) البقرة : ١٢٤.
(٢) البقرة : ٣٠.
(٣) الاختصاص : ص ٨٤.
(٤) البقرة : ٢.