من الوسوسة لا للتوصل إلى الدخول ، وقيل : تمثل بصورة دابّة اخرى غير الحيّة ولم تعرفه الخزنة ، وقيل : إنّه وسوسهما لا على وجه المشافهة بل في صدورهما ، وقيل : إنّه كلّمهما من الأرض بكلام عرفاه وفهماه منه ، وقيل : إنّه راسلهما بالخطاب.
وظاهر الخبر المتقدّم انّ وسوسته كانت على وجه المشافهة كما هو المستفاد من ظواهر الآيات ايضا ، وانّ دخوله كان بواسطة الحيّة.
وفي «الأنوار النعمانيّة» انّ ذلك كان بأسباب إلاهية كما في بعض الروايات قال وذلك انّ الشيطان لما أخرج من الجنّة لم يقدر على الدّخول إليها فاتى إلى جدار الجنّة ، ورأى الحيّة على أعلى الجدار ، فقال لها : أدخلني الجنّة وأعلّمك الاسم الأعظم فقالت له : انّ الملائكة تحرس الجنّة فيرونك ، فقال لها أدخل في فمك واطبقي عليّ حتّى ادخل ففعلت ، ومن ثمّ صار السمّ في أنيابها وفمها لما كان جلوس الشيطان فيه ، فلمّا أدخلته قالت له اين الإسم الأعظم؟ فقال لها لو كنت اعلمه لما احتجت إليك في دخولي فاتى إلى آدم عليهالسلام فوسوس له فاقسم له بالنّصيحة فلم يطعه ، فاتى إلى حوّاء فقال هذه شجرة الخلد واقسم لها ولم يعهد قبل أن أحدا يقدر على أن يقسم بالله كاذبا فأتت حواء إلى آدم فصارت عونا للشيطان عليه فقام آدم معها إلى الاكل من الشجرة فكانت اوّل قدم مشت إلى الخطيئة فلمّا مدّا يديهما إليها تطاير ما عليهما من الحلي والحلل وبقيا عريانين فأخذا من ورق التّين فوضعاه على عورتيهما فتطاير الورق فوضع آدم عليهالسلام يده على عورته والاخر على رأسه كما هو شأن العراة ومن ثمّ امر بالوضوء على هذه الهيئة (١).
__________________
(١) الأنوار النعمانية : ج ١ ص ٢٤٥.