وروى الصدوق طاب ثراه : انّه جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فسألوه عن مسائل فكان فيما سألوه أخبرنا يا محمّد لايّ علّة توضئ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف الجوارح في الجسد فقال النّبي صلىاللهعليهوآله : لمّا أن وسوس الشيطان إلى آدم عليهالسلام ودنى آدم من الشجرة فنظر إليها فذهب ماء وجهه ، ثمّ قام ومشى إليها ، وهي اوّل قدم مشت إلى الخطيئة ، ثمّ تناول بيده منها ما عليها فأكل ، فطار الحلي والحلل عن جسده ، فوضع آدم يده على أمّ رأسه ، وبكى فلمّا تاب الله عزوجل عليه فرض عليه وعلى ذرّيته تطهير هذه الجوارح الأربع ، فأمر الله عزوجل بغسل الوجه لما نظر إلى الشجرة ، وأمره بغسل اليدين إلى المرفقين لما تناول بهما ، وأمره بمسح الّرأس لما وضع يده على امّ رأسه ، وأمره بمسح القدمين لما مشى بهما إلى الخطيئة (١) آه.
أقول : وفي تفسير العياشي عن الصّادق عليهالسلام : إنّ آدم لمّا أكل من الشجرة ذكر ما نهاه الله عنها فندم فذهب ليتنحى من الشجرة فأخذت الشجرة برأسه فجرته إليها وقالت له أفلا كان فرارك من قبل أن تأكل منّي (٢).
وفي تفسير القمي عن الصادق عليهالسلام قال لما اخرج آدم نزل جبرئيل عليه ، فقال : يا آدم أليس الله خلقك بيده ، ونفح فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ، وزوّجك حواء أمته ، وأسكنك الجنّة وأباحها لك ، ونهاك مشافهة ان لا تأكل من هذه الشجرة ، فأكلت منها ، وعصيت الله؟ فقال آدم عليهالسلام : يا جبرئيل إنّ إبليس حلف لي بالله أنّه لي ناصح فما ظننت أنّ أحدا من خلق الله يحلف بالله كاذبا (٣).
__________________
(١) علل الشرائع : ص ٢٨٠ ح ١.
(٢) تفسير العياشي : ج ٢ ص ١٠ ح ١١.
(٣) تفسير القمي : ج ١ ص ٤٤.