أرض مكة ، ثم بسط الأرض كلها من تحت الكعبة ، ولذلك تسمى مكة أم القرى ، لأنّها أصل جميع الأرض ، ثمّ شق من تلك الأرض سبع أرضين وجعل بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام ، وكذلك بين كلّ أرض وأرض ، وكذلك بين هذه السماء وهذه الأرض (١) ، الخبر.
وفي «الدر المنثور» عن النبي صلىاللهعليهوآله في قوله : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) (٢) ، قال : إنّ الله تعالى كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا قبل الماء ، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء فسما عليه فسماه سماء ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة ، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين في يومين في الأحد والاثنين ، فجعل الأرض على الحوت وهو الذي ذكره في قوله : (ن وَالْقَلَمِ) والحوت في الماء على صفاة ، والصفاة على ملك ، والملك على صخرة ، والصخرة على الريح وهي الصخرة التي ذكرها لقمان ليست في السماء ولا في الأرض ، فتحرك الحوت ، فاضطرب فتزلزلت الأرض فأرسى عليها الجبال فقرت فذلك قوله : (وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ) (٣) وخلق الجبال فيها وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين في الثلاثاء والأربعاء وذلك قوله : (أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) (٤) إلى قوله : (وَبارَكَ فِيها) يقول أنبت فيها شجرها وقدر فيها أقواتها
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٥٧ ص ٢٩ ح ٤ عن شرح نهج للكيدري.
(٢) البقرة : ٢٩.
(٣) الأنبياء : ٣١.
(٤) فصلت : ٩.