وفيه عن الصادق عليهالسلام قال : إنّ آدم لما هبط هبط بالهند ، ثمّ رمي اليه بالحجر الأسود ، وكان ياقوتة حمراء بفناء العرش ، فلما رأى عرفه فاكبّ عليه وقبّله ، ثمّ أقبل به فحمله إلى مكّة ، فربما أعيى عن ثقله فحمله جبرئيل عنه ، وكان إذا لم يأته جبرئيل عليهالسلام اغتمّ وحزن ، فشكى ذلك إلى جبرئيل فقال : إذا وجدت شيئا من الحزن فقل لا حول ولا قوّة إلّا بالله (١).
وهذه الأخبار وان كانت ظاهرة في كون أوّل هبوطه بالهند أو في خصوص سرانديب أو جبل باسم ، لكنّها محمولة على التقيّة لمخالفتها للأخبار الكثيرة الدّالة على كون مهبطهما مكّة.
بل في «العلل» و «العيون» عن البزنطي عن الرّضا عليهالسلام قال : قلت : كيف كان أوّل الطيب؟ فقال لي : ما يقول من قبلكم فيه؟ قلت : يقولون إنّ آدم لما هبط بأرض الهند فبكى على الجنّة سالت دموعه فصارت عروقا في الأرض ، فصارت طيبا ، فقال عليهالسلام : ليس كما يقولون ، آه (٢).
وفيهما بالإسناد عن صفوان قال : سئل ابو الحسن عليهالسلام عن الحرم وأعلامه؟ فقال إنّ آدم لمّا هبط من الجنّة هبط على أبي قبيس والناس يقولون بالهند فشكى إلى ربّه عزوجل الوحشة وانّه لا يسمع ما كان يسمع في الجنّة ، فاهبط الله عزوجل عليه ياقوتة حمراء فوضعت في موضع البيت فكان يطوف بها آدم وكان يبلغ ضوؤها
__________________
(١) قصص الأنبياء : ص ٤٩ ح ١٨ وعنه البحار ج ١١ ص ٢١٠.
(٢) علل الشرائع : ص ٤٩٢ ح ٢ ، والعيون ج ١ ص ٢٨٧ ح ٣٤.