أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (١) وإنّا ندعوا فلا يستجاب لنا؟ قال : لأنكم لا توفون لله بعهده ، وأن الله يقول : (أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) والله لو وفيتم لله لوفى الله لكم. (٢)
وفي «أصول الكافي» عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله الله عزوجل (أَوْفُوا بِعَهْدِي) قال : بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) أوف لكم بالجنّة. (٣)
وفيه : عن أحمد بن محمد ، عن محمد الحسين ، عن عبد الله بن محمد ، عن الخشّاب ، قال : حدّثنا بعض أصحابنا ، عن خيثمة ، قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : يا خيثمة نحن شجرة النبوة ، وبيت الرحمة ، ومفاتيح الحكمة ، ومعدن العلم وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وموضع سرّ الله ، ونحن وديعة الله في عباده ، ونحن حرم الله الأكبر ، ونحن ذمّة الله ، ونحن عهد الله. فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ، ومن أخفرهما (٤) فقد خفر ذمّة الله وعهده. (٥)
وفي «تفسير الفرات» (٦) عن جعفر بن محمد الفزاري (٧) ، عن محمد بن
__________________
(١) غافر : ٦٠.
(٢) تفسير القمي : ج ١ ص ٤٦.
(٣) الكافي : ج ١ ص ٤٣١ ح ٨٩.
(٤) الخفر : الوفاء بالعهد ، والإخفار : نقض العهد ، والهمزة فيه للإزالة والسلب.
(٥) الكافي : ج ١ ص ٢٢١ ، مرآة العقول : ج ٣ ص ١٠.
(٦) هو أبو القاسم فرات بن ابراهيم بن فرات الكوفي من أعلام الشيعة ومن معاصري الكليني ، وربما كان من الناحية الفكرية زيديا ولعلّ السبب في عدم ذكره في الكتب الرجالية هو أنه لم يكن إماميا حتى تهتم الامامية به ، ولم يكن سنيّا حتى تهتم السنة به ـ راجع مقدمة التفسير ص ١٠ ـ ١١ ـ بتحقيق محمد كاظم.
(٧) هو جعفر بن محمد بن مالك الفزاري أبو عبد الله الكوفي وثقه الشيخ الطوسي وقال : يضعّفه قوم ، روى الفرات عنه في أكثر من مائة مورد.