الحسين الصائغ (١) ، عن موسى بن القاسم (٢) ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) قال : أوفوا بولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام فرض من الله أوف لكم الجنة. (٣)
وفي «معاني الأخبار» باسناده الى ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لمّا أنزل الله عزوجل : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) والله لقد خرج آدم من الدنيا وقد عاهد قومه على الوفاء لولده شيث ، فما وفى له ، ولقد خرج نوح من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه إسماعيل ، فما وفت أمته ، ولقد خرج ابراهيم من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه إسماعيل ، فما وفت أمته ، ولقد خرج موسى من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه يوشع بن نون ، فما وفت أمّته ، ولقد رفع عيسى بن مريم الى السماء ، وقد عاهد قومه على الوفاء لوصيّه شمعون بن حمون الصفا ، فما وفت أمته ، وإني مفارقكم عن قريب ، وخارج من بين أظهركم ، ولقد عهدت إلى أمتي في عهد علي بن أبي طالب ، وإنها لراكبة سنن من قبلها من الأمم في مخالفة وصيي وعصيانه ، ألا وأني مجدّد عليكم عهدي في عليّ فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما.
أيها النّاس إنّ عليا إمامكم ، وخليفتي من بعدي عليكم ، وهو وصيي ووزيري وأخي وناصري وزوج ابنتي ، وأبو ولدي وصاحب شفاعتي وحوضي ولوائي من
__________________
(١) محمد بن الحسين أبو جعفر الصائغ توفي سنة (٢٦٩) ه.
(٢) موسى بن القاسم بن معاوية البجلي قال النجاشي : ثقة ثقة جليل حسن الطريقة له كتب ، ووثّقه الشيخ وقال : له ثلاثون كتابا.
(٣) تفسير الفرات : ص ٥٨ ح ١٨.