المتعلّقة بها.
ثمّ أنّ قوله عليهالسلام في الخبر المتقدّم بمنزلة العبيد المأمورين المنهيّين ظاهر فيما ذكرناه من الحياة والإختيار على كلا الوجهين في معنى الخبر فلا تغفل ، فقد ظهر ممّا مرّ أنّه ليس لهم الاستناد في نفي الحياة إلى الإجماع والضّرورة وأمّا الوجوه الّتي ربما يحكى عن المتكلّمين فهي بمكان من الضّعف والقصور ، ولذا قال السيّد المرتضى (١) في أجوبة (٢) المسائل السلارية أنّه قد سطر المتكلّمون طرقا كثيرة في أنّ النجوم ليست بحيّة ولا قادرة ، أكثرها معترض ، وأشفّ ما قيل في ذلك أنّ الحياة معلوم أنّ الحرارة الشّديدة كحرارة النّار تفنيها ولا تثبت معها ، ومعلوم أنّ حرارة الشّمس أشدّ وأقوى من حرارة النّار بكثير ، لأنّ الّذي يصل إلينا على بعد المسافة من حرارة الشّمس بشعاعها يماثل أو يزيد على حرارة النّار ولما كان بهذه الصّفة من الحرارة يستحيل كونه حيّا.
أقول : وهو كما ترى ، ثمّ لا يخفى أنّ شيخنا المجلسي طاب ثراه قد صرّح في موضع آخر بأنّ للأشياء كلّها شعورا واختيارا وتسبيحا إراديّا حملا للآيات والاخبار النّاطقة بذلك على ظاهرها ، وقد مرّت حكاية عبارته ، فاعتراضه في المقام على شيخنا البهائي طاب ثراه لا يخلو من غرابة ، سيّما مع ما ربّما يوهمه كلامه من التعريض عليه أو على غيره.
__________________
(١) هو علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم الامام موسى الكاظم عليهالسلام توفى لخمس بقين من ربيع الاول سنة (٤٣٦) ه
(٢) كتاب في المسائل التي سألها عن السيّد المرتضى تلميذه حمزة بن عبد العزيز الديلمي أبو يعلى سلّار المتوفى (٤٦٣) ه