أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) يعني فلانا وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم قال الله يعنيهم ولا تكونوا أوّل كافر به يعني عليّا عليهالسلام (١).
(وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) الاشتراء مجاز عن الاستبدال لاختصاصه بالأعيان ، إمّا باستعمال المقيّد في المطلق كالمرسن في الأنف ، أو تشبيه الاستبدال المذكور بالاشتراء الحقيقي في كونه مرغوبا فيه.
والمعنى والله أعلم : ولا تستبدلوا بآياتي العظيمة أشياء حقيرة خسيسة ، ولو أدخل الباء على الثمن دون الآيات لانعكس المعنى إذ كان يصير المعنة أنّهم بذلوا ثمنا قليلا وأخذوا الآيات.
قال الشيخ الطوسي قدسسره في «التبيان» : قوله تعالى : (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) فأدخل الباء في الآيات دون الثمن وفي سورة يوسف في الثمن في قوله : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ) (٢) قال الفرّاء : إنّما كان كذلك ، لأنّ العوض كلّها أنت مخيّر فيها في إدخال الباء ، إن شئت قلت : اشتريت الثوب بكساء ، وإن شئت قلت اشتريت بالثوب كساء ، أيّهما جعلته ثمنا لصاحبه جاز ، فإذا جئت إلى الدراهم والدنانير وضعت الباء في الثمن كقوله : «بثمن بخس» لأنّ الدراهم ثمن أبدا. (٣)
وقال أبو حيّان في «المحيط» : نفس الآيات لا يشترى بها فاحتيج إلى حذف مضاف ، فقيل : تقديره بتعليم آياتي ، قاله أبو العالية ، وقيل : بتغيير آياتي ، قاله
__________________
(١) تفسير العياشي : ج ١ ص ٤٢ ح ٣١ وعنه البرهان : ج ١ ص ٩١ وإثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٤٠.
(٢) سورة يوسف : ٢٠.
(٣) التبيان : ج ١ ص ١٨٨.