الحسن (١) ، وقيل : بكتمان آياتي ، قاله السدّي (٢) ، وقيل : لا يحتاج إلى حذف مضاف ، بل كنّي بالآيات عن الأوامر والنواهي.
وعلى الأقوال الثلاثة التي قبل هذا القول تكون الآيات ما أنزل من الكتب أو القرآن ، أو ما أوضح من الحجج والبراهين ، أو الآيات المنزلة عليهم في التوراة والإنجيل المتضمّنة الأمر بالإيمان برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وعلى الأقاويل في ذلك المضاف والمقدّر ، والقول بعدها اختلفوا في المعنى بقوله تعالى : (ثَمَناً قَلِيلاً).
فمن قال : هو التعليم قال : الثمن القليل هو الاجرة على التعليم ، وكان ذلك ممنوعا في شريعتهم ، أو الراتب المرصد لهم على التعليم فنهوا عنه.
ومن قال : هو التغيير قال : الثمن القليل هو الرئاسة التي كانت في قومهم خافوا فواتها لو صاروا أتباعا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومن جعل الآيات كناية عن الأوامر والنواهي جعل الثمن القليل هو ما يحصل لهم من شهوات الدنيا التي اشتغلوا بها عن إيقاع ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه.
ووصف الثمن القليل لأنّ ما حصل عوضا عن آيات الله كائنا ما كان لا يكون
__________________
(١) المراد به الحسن بن ابي الحسن يسار ابو سعيد البصري التابعي المولود بالمدينة سنة (٢١) ه والمتوفى سنة (١١٠) ه.
(٢) هو إسماعيل بن عبد الرحمن ابو محمد المعروف بالسدّي كان ممّن يفسّرون القرآن بآرائهم نظير مجاهد ، وقتادة ، والشعبي ، والحسن ، ومقاتل وكان كوفيّا توفي سنة (١٢٨) ه ، هدية الأحباب : ص ١٤٨.