قائمة الکتاب
تفسير الآية (28)
٥
إعدادات
تفسير الصراط المستقيم [ ج ٥ ]
تفسير الصراط المستقيم [ ج ٥ ]
المؤلف :آية الله السيّد حسين البروجردي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسسة المعارف الإسلاميّة
الصفحات :488
تحمیل
الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً) (١) أو فاقدين للوجودات الكونيّة وإن كنتم متميّزين باعتبار التقريرات الإمكانية بناء على أنّها أمور اعتبارية كما قيل ، أو باعتبار كونها مجعولة بالمشيّة الإمكانية على وجه ليس لها حدّ ونهاية كما هو الحقّ أو أجساما لا حياة لها قطرات مزنية أو سجينيّة ، ورشحات سحابيّة ، وبسائط عنصريّة ، واغذية حيوانيّة ، واخلاطا بدنيّة ونطفا أمشاجيّة ، ومضغا مخلّقة وغير مخلّقة ، وعظاما باللّحم مكسوّة ، أو فاقدين للعلم والشعور والإدراك الذي به الحياة الانسانية كما قال : (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) (٢) أو للايمان والتصديق الذي به الحياة الحقيقيّة الابديّة كما قال : (لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ) (٣) ، (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) (٤) ، (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ) (٥) ، أو خاملي الذكر ، بناء على ما قيل : من أنّ العرب تسمّي كلّ أمر خامل ميّتا وكلّ أمر مشهور حيّا قال :
فأحييت عن ذكري وما كان خاملا |
|
ولكن بعض الذكر أنبه من بعض |
(فَأَحْياكُمْ) خلقكم بالمشيّة الإمكانية ثمّ بالمشيّة الكونيّة ثمّ فطر عقولكم وأبدع نفوسكم وركب أرواحكم وأنشأ أبدانكم خلقا من بعد خلق إلى أن أنشأكم خلقا آخر على ما جرى به القدر ، وجعل لكم السمع والأبصار والقدرة والاختيار ، وعلّمكم بعد الجهالة الجهلاء ونجّاكم من الضلالة الظّلماء ، وهداكم إلى المحجّة البيضاء ، وكنتم على شفا حفرة من النّار فأنقذكم منها ونشر ذكركم ورفع قدركم بعد
__________________
(١) مريم : ٦٧.
(٢) النّحل : ٧٨.
(٣) يس : ٧٠.
(٤) النمل : ٨٠.
(٥) الانعام : ١٢٢.