محبوبيته كذلك أي بما له من الفائدة المترتبة عليه كان الواجب في الحقيقة واجبا غيريا ، فإنه لو لم يكن وجود هذه الفائدة لازما ، لما دعي إلى إيجاب ذي الفائدة (١).
______________________________________________________
(١) لما فرغ من تعريف التقريرات للواجب النفسي والغيري ـ اورد عليه بقوله : لكنه.
وحاصله : ان تعريف التقريرات للواجب النفسي غير صحيح ـ أيضا ـ فانه عرّف الواجب النفسي : بانه ما كان وجوبه لا بداع التوصل به إلى واجب آخر سواء كان محبوبا بذاته أو محبوبا لما يترتب عليه من الآثار والفوائد فإن الواجبات التي كان المحبوب فيها في الحقيقة آثارها تكون واجبات غيرية ، لأن المحبوب في الحقيقة والمطلوب واقعا هو آثارها فتكون هي قد وجبت للتوصل بها إلى واجب آخر ، لأن الفائدة المترتبة عليها إما ان تكون غير لازمة التحصيل وعلى هذا لا يعقل ان يكون الأمر في تلك الواجبات وجوبيّا اذ لا يعقل ان تكون واجبة لغاية غير واجبة ، وان كانت تلك الآثار المترتبة عليها واجبة التحصيل فالواجب في الحقيقة تلك الآثار والفوائد المترتبة عليها التي هي اللازم تحصيلها ، فإن ما يلزم تحصيله هو الواجب ، وعليه فتكون تلك الواجبات انما وجبت لأنها يتوصل بها إلى ما هو الواجب واللازم التحصيل ، وهذا مراده من قوله : «لا يخفى ان الداعي لو كان هو محبوبيته كذلك أي بما له من الفائدة المترتبة عليه» فيكون الواجب في مثل هذه الواجبات في الحقيقة والواقع هو ما لها من الفائدة المترتبة عليها ، وعلى هذا «كان الواجب في الحقيقة» في مثل هذا الواجب الذي كانت الفائدة المترتبة عليه هي المحبوبية «واجبا غيريا» لأن الواجب في الحقيقة فائدته لا هو ، وانما وجب هو للتوصيل به إلى الفائدة المترتبة فيصدق عليه حد الواجب الغيري ، والدليل على ذلك ما ذكره بقوله : «فانه لو لم يكن وجود هذه الفائدة لازما لما دعي إلى إيجاب ذي الفائدة».