.................................................................................................
______________________________________________________
«واما بناء على اصالة الماهية فمتعلق الطلب ليس هو الطبيعة» : أي الماهية «بما هي أيضا» لما عرفت من اتفاقهم على كون الماهية : أي الطبيعة من حيث هي لا موجودة ولا معدومة ولا مطلوبة ولا لا مطلوبة «بل» متعلق الطلب بناء على اصالة الماهية الطبيعة «بما هي بنفسها في الخارج» فإن الماهية لا تكون بنفسها في الخارج متحققة إلّا اذا كانت مكتسبة حيثية من الجاعل «فيطلبها كذلك» : أي فيطلبها بما هي بنفسها في الخارج أي بما هي مكتسبة حيثية من الجاعل لانها هي التي تكون متحملة للغرض ، ولا تكون كذلك الا حيث تكون مكتسبة حيثية من الجاعل فيلحظها في مقام تعلق الطلب بها في مرحلة الفرض والتقدير بما هي مكتسبة تلك الحيثية فيطلبها لأن يخرجها من الفرض والتقدير إلى التحقق والثبوت ، ولذا قال : «لكي يجعلها بنفسها» بواسطة الطلب «من الخارجيات والأعيان الثابتات» والماهية انما تكون من الخارجيات ومن الأعيان الثابتة في الخارج حيث لا تكون هي الماهية من حيث هي التي هي لا موجودة ولا معدومة ، بل حيث تكون الماهية مكتسبة حيثية من الجاعل تكون بتلك الحيثية خارجية وبعينها ثابتة في الخارج ، لأن منبع الأثر بناء على اصالة الماهية هي الماهية بحيث تكون كذلك «لا بوجودها» إذ الوجود بناء على اصالة الماهية امر انتزاعي ، ومنبع الاثر هو منشأ انتزاعه وهي الماهية التي تكون خارجية وثابتة بعينها في الخارج ، وبناء على اصالة الوجود يكون الأمر بالعكس.
فالمطلوب يكون وجود الماهية لانه منبع الأثر ، والماهية تكون امرا انتزاعيا محددا للوجود وما به الاثر هو متعلق الطلب ، ولذا قال : «كما كان الامر بالعكس على اصالة الوجود وكيف كان فيلحظ الآمر ما هو المقصود» في مقام طلبه وهو المتحمل للاثر وهو احد الامرين «من الماهية الخارجية» بناء على اصالة الماهية «أو الوجود» بناء على اصالة الوجود «فيطلبه ويبعث نحوه» المكلف ليكون طلبه داعيا «ليصدر منه ويكون ما لم يكن».