.................................................................................................
______________________________________________________
عدم صحّتها مع الرياء وغيره من الضمائم ، نظرا إلى دلالة الآية على كون الغاية في الأوامر مطلقا هي العبادة بقصد الإخلاص. هذا إن قلنا بعدم منافاة العبادة للرياء ونحوه من الضمائم ، وإلّا تكون الحال حينئذ ـ أعني : قوله مخلصين ـ مؤكّدة ، فيصحّ الاستدلال على المطلوب في المقامين بكلّ من الفقرتين ، أعني : قوله (إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ) وقوله (مُخْلِصِينَ) لفرض عدم انفكاك كون الفعل عبادة حينئذ عن قصد الإخلاص وبالعكس.
ولكن يرد على الأوّل أنّه مبنيّ على كون اللام للغاية ، ليفيد أنّ الغرض من الأوامر مطلقا إيقاعها على وجه العبادة ، وعليه يكون المفعول محذوفا ، والمعنى : وما أمروا بشيء لغاية من الغايات إلّا لغاية التعبّد. وعلى أن يكون المراد بالعبادة في الآية معناها المصطلح عليه ، أعني : ما يشترط في صحّته قصد التقرّب.
وليس كذلك. أمّا الأوّل فإنّ الظاهر كون اللام زائدة في المفعول به للتأكيد والتقوية على تقدير «أن» كما حكاه الطريحي في مادّة «خلص» و «طهر» عن نجم الأئمّة ، وذكره جلال الدين السيوطي في تفسيره ، مثل قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) وقوله تعالى : (يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ). مضافا إلى أنّ أخذ اللام بمعنى الغاية ينافيه عطف قوله : (وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ) على مدخول اللام ، لاختلال المعنى حينئذ.
وأمّا الثاني فإنّ العبادة لغة ـ كما في القاموس ـ مطلق الطاعة والانقياد. مضافا إلى أنّه لو كان المراد بها معناها المصطلح عليه لزم تخصيص الأكثر ، لوضوح كون أكثر الواجبات توصّليا لا تعبّديا. والمعنى : وما أمروا إلّا بالطاعة والانقياد. ومع تسليم ذلك كلّه يحتمل أن يكون المراد ـ كما سيجيء عن الفاضلين في المعتبر والمنتهى ـ وما أمروا إلّا بالإخلاص في العبادة ، فيدلّ على اعتبار الإخلاص