أَخْطَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِ نِسَائِكَ قَتَلْتَ الْأَبَ وَالْأَخَ وَالْعَمَّ فَإِنْ حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ فَإِلَى مَنْ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم إِلَى هَذَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام ثُمَّ قَالَ أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِمَا حَدَّثَنِي بِهِ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ قَالَ قُلْتُ بَلَى قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ مَا جَاءَكَ يَا أَعْوَرُ قَالَ قُلْتُ حُبُّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ اللهَ قُلْتُ اللهَ فَنَاشَدَنِي ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللهِ مِمَّنْ امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ إِلَّا وَهُوَ يَجِدُ مَوَدَّتَنَا عَلَى قَلْبِهِ فَيُحِبُّنَا وَلَيْسَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللهِ مِمَّنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ يَجِدُ بُغْضَنَا عَلَى قَلْبِهِ فَهُوَ يُبْغِضُنَا فَأَصْبَحَ مُحِبُّنَا يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ فَكَانَ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ قَدْ فُتِحَتْ لَهُ وَأَصْبَحَ مُبْغِضُنَا (عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ) فَهَنِيئاً لِأَهْلِ الْجَنَّةِ (١) رَحْمَتُهُمْ وَتَعْساً لِأَهْلِ النَّارِ مَثْوَاهُمْ.
وَعَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ فَقُلْتُ حُبِّي لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ يَا حَارِثُ أَتُحِبُّنِي فَقُلْتُ نَعَمْ وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ أَمَا لَوْ بَلَغَتْ نَفْسُكَ الْحُلْقُومَ لَرَأَيْتَنِي حَيْثُ تُحِبُّ وَلَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَذُودُ الرِّجَالَ عَنِ الْحَوْضِ ذَوْدَ غَرِيبَةِ الْإِبِلِ لَرَأَيْتَنِي حَيْثُ تُحِبُّ وَلَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا مَارٌّ عَلَى الصِّرَاطِ بِلِوَاءِ الْحَمْدِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم لَرَأَيْتَنِي حَيْثُ تُحِبُ وقيل : إن آخر شعر قاله السيد بن محمد (٣) قبل وفاته
________________
(١) وفي بعض النسخ «لأهل الرحمة».
(٢) الذود : الطرد وأكثر ما يستعمل الذود في الغنم والإبل وربما استعمل في غيرهما.
(٣) وهو السيّد الحميري المعروف ، وهو من شعراء أهل البيت وروى عن الصادق انه عليه السلام قال له : أنت سيد الشعراء ، وحاله في الجلالة والمجد ظاهر معروف قال في الكنى والألقاب : كان همه رحمه اللّه نظم فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ونشره حتّى حكى صاحب الأغاني عن المدائني ان السيّد الحميري وقف بالكناس وقال : من جاء بفضيلة لعلي بن أبي طالب (علیهما السلام) لم أقل فيها شعرا فله فرسى هذا وما على فجعلوا يحدثونه ـ