أبي طالب علیهما السلام ولم تعد هي ولا زوجها إلا يوم فتح خيبر وذلك في سنة ست من الهجرة ولم تشهد الزفاف لأنه كان في ذي الحجة من سنة اثنتين.
والتي شهدت الزفاف سلمى بنت عميس أختها وهي زوجة حمزة بن عبد المطلب علیهما السلام ولعل الأخبار عنها وكانت أسماء أشهر من أختها عند الرواة فرووا عنها أو سها راو واحد فتبعوه.
وَمِنْ كِتَابِ كِفَايَةِ الطَّالِبِ فِي مَنَاقِبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ تَأْلِيفِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْكَنْجِيِّ الشَّافِعِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَتْ فَاطِمَةُ يَا رَسُولَ اللهِ زَوَّجْتَنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ فَقِيرٌ لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ أَمَا تَرْضَيْنَ إِنَّ اللهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهَا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبُوكِ وَالْآخَرُ بَعْلُكِ.
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنِّي زَوَّجْتُهُ ابْنَتِي فَاطِمَةَ وَلَقَدْ خَطَبَهَا إِلَيَّ أَشْرَافُ قُرَيْشٍ فَلَمْ أَجِبْ كُلَّ ذَلِكَ أَتَوَقَّعُ الْخَبَرَ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى جَاءَنِي جَبْرَئِيلُ علیهما السلام لَيْلَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَقَدْ جَمَعَ الرُّوحَانِيِّينَ وَالْكَرُوبِيِّينَ فِي وَادٍ يُقَالُ لَهُ الْأَفْيَحُ (١) تَحْتَ شَجَرَةِ طُوبَى وَزَوَّجَ فَاطِمَةَ عَلِيّاً وَأَمَرَنِي فَكُنْتُ الْخَاطِبُ وَاللهُ تَعَالَى الْوَلِيُّ وَأَمَرَ شَجَرَةِ طُوبَى فَحَمَلَتِ الْحُلِيَّ وَالْحُلَلَ وَالدُّرَّ وَالْيَاقُوتَ ثُمَّ نَثَرَتْهُ وَأَمَرَ الْحُورَ الْعِينَ فَاجْتَمَعْنَ فَلَقَطْنَ فَهُنَّ يَتَهَادَيْنَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيَقُلْنَ هَذَا نِثَارُ فَاطِمَةَ.
وَعَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ أَصَابَ فَاطِمَةَ علیهما السلام صَبِيحَةَ الْعُرْسِ رِعْدَةٌ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم زَوَّجْتُكِ سَيِّداً (فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) يَا فَاطِمَةُ إِنِّي لَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُمْلِكَكِ بِعَلِيٍّ أَمَرَ اللهُ شَجَرَ الْجِنَانِ فَحَمَلَتْ حُلِيّاً وَحُلَلاً وَأَمْرَهَا فَنَثَرَتْهُ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ شَيْئاً أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ مِنْهُ صَاحِبُهُ أَوْ أَحْسَنَ افْتَخَرَ بِهِ عَلَى صَاحِبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَلَقَدْ كَانَتْ فَاطِمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى
________________
(١) قد اختلفت النسخ في اسم الوادي ففي بعضها «الافتيح» وفي أخرى «الا فبح» والمختار هو عين ما في نسخة الأصل.