النِّسَاءِ لِأَنَّ أَوَّلَ مَنْ خَطَبَ عَلَيْهَا جَبْرَئِيلُ
قال هذا حديث حسن رزقناه عاليا وفيه مناقب كثيرة لعلي بن أبي طالب علیهما السلام منها أن الله عزوجل زوجه من السماء وكان هو وليه.
ومنها أن جبرئيل علیهما السلام خطب لعقدة نكاحه.
ومنها شهود الملائكة إملاكه.
ومنها تخصيصه بنثار شجر الجنة على عرسه.
ومنها شهادة النبي صلی الله علیه وسلم له بالسيادة في الدنيا والآخرة.
ومنها أنه في الآخرة لمن الصالحين ومع الصالحين وهم الأنبياء والمرسلون وقد دعا الأنبياء والمرسلون بمثل ذلك كما قال الله تعالى (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ).
وَرُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وسلم دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ علیهما السلام لَيْلَةَ عُرْسِهَا بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَقَالَ اشْرَبِي هَذَا فِدَاكِ أَبُوكِ ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ علیهما السلام اشْرَبْ فِدَاكَ ابْنُ عَمِّكَ وَرُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا زُفَّتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ علیهما السلام نَزَلَ جَبْرَئِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَقَدِمَتْ بَغْلَةُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم الدُّلْدُلُ وَعَلَيْهَا فَاطِمَةُ علیهما السلام مُشْتَمِلَةً قَالَ فَأَمْسَكَ جَبْرَئِيلُ بِاللِّجَامِ وَأَمْسَكَ إِسْرَافِيلُ بِالرِّكَابِ وَأَمْسَكَ مِيكَائِيلُ بِالثَّفَرِ وَرَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم يُسَوِّي عَلَيْهَا الثِّيَابَ فَكَبَّرَ جَبْرَئِيلُ وَكَبَّرَ إِسْرَافِيلُ وَكَبَّرَ مِيكَائِيلُ وَكَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ وَجَرَتِ السُّنَّةُ بِالتَّكْبِيرِ فِي الزِّفَافِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهما السلام أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَتَى النَّبِيَّ صلی الله علیه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ زَوِّجْنِي فَاطِمَةَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأَتَاهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأَتَيَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالا أَنْتَ أَكْثَرُ قُرَيْشٍ مَالاً فَلَوْ أَتَيْتَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم فَخَطَبْتَ إِلَيْهِ فَاطِمَةَ زَادَكَ اللهُ مَالاً إِلَى مَالِكَ وَشَرَفاً إِلَى شَرَفِكَ فَأَتَى النَّبِيَّ صلی الله علیه وسلم فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأَتَاهُمَا فَقَالَ قَدْ نَزَلَ بِي مِثْلُ الَّذِي نَزَلَ بِكُمَا فَأَتَيَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ يَسْقِي نَخْلاً فَقَالا قَدْ عَرَفْنَا قَرَابَتَكَ
________________
(١) الثفر ـ بالتحريك وقد يسكن ـ : السير الذي في مؤخر السرج.